القتال من أجل أناس جبناء . . !

#القتال من أجل أناس #جبناء . . !
موسى العدوان
عندما تم القبض على جيفارا في مخبئه، بعد ما أبلغ عنه راعي أغنام، سأل أحدهم الراعي : لماذا ابلغت عن رجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم ؟ فأجاب الراعي : كانت حروبه مع العدو تخيف أغنامي!!
وبعد مقاومة (محمد كريم) حاكم مدينة الاسكندرية خلال الحكم العثماني، للحملة الفرنسية بقيادة نابليون، تم القبض على محمد كريم والحكم عليه بالإعدام.
إلا أن #نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له : يؤسفني أن أعدم رجلا دافع عن بلاده بجرأتك، ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالا يدافعون عن أوطانهم. لذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب، تعويضاً عمن قتل من جنودي.
فقال له محمد كريم : ليس معي ما يكفي من المال، ولكن لي دين عند التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب. فقال له نابليون سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك.
فما كان من كريم، إلا أن ذهب الى السوق وهو مقيد اليدين بالأغلال، ومحاطا بجنود المحتل الفرنسي، يحدوه الأمل في استجابة تجار بلاده برد الدين له، وإنقاذ حياته بعد أن ضحى لأجل أبناء وطنه.
ولكن لم يستجب لطلبه تاجر واحد . . بل اتهموه أنه كان سبباً في دمار الاسكندرية، وتدهور الأحوال الاقتصادية في مصر .
فعاد إلى نابليون مستغربا ومخذولا . . فقال له نابليون ليس أمامي سبيلا سوى اعدامك . . ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا، ولكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء، تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان. وأصدر الأمر بإعدامه رميا بالرصاص، لينفذ بتاريخ 6 سبتمبر 1798.
وفي هذا السياق، يقول المصلح الإسلامي محمد رشيد رضا من بلدة القلمون في لبنان : الثائر لأجل مجتمع جاهل، مثله كمثل شخص يشعل النار بجسده، كي يضيء الطريق لشخص أعمى.
إنها قصة بليغة فعلا، تحمل درسا قاسيا في كفاح الشعوب . . فما أشبه الليلة بالبارحة . . ومن الحكمة أن لا تقاتل من أجل أناس جبناء . . !
التاريخ : ١ / 5 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى