علوج كاس العالم / علي الشريف

علوج كاس العالم

قبيل انطلاق مباريات كاس العالم كنت اتابع تصريحات المسؤولين العرب حول المشاركة والطموح ومدى ما يمكن ان يقدموه خلال مشاركتهم.
كلما سمعت تصريحا وخصوصا من مصر والسعودية والهالة الاعلامية الكبيرة والتحدي تذكرت وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف وهو يقول ابان الغزو الامريكي ان العلوج سيقتلون ويندحرون على اسوار بغداد الاعتبارية.
وفي نهاية الامر لن يقتل العلوج وسقطت بغداد واعدم صدام واستبيح العراق واصبح مللا وشعوبا وطوائف واصبح الدم للركب في الشوارع وتشرد نصف الشعب واكثر .
في كاس العالم الحديث يشبه الى حد كبير التصريحات الصحافية فمن قمة التحدي الى قمة الهزيمة والغريب في الامر ان العرب كانوا اول الواصلين الى روسيا واول المغادرين.
في المعركة الاولى سقطت السعودية بالخمسة وتبعتها مصر فالمغرب حتى وصل الامر الى تونس ويبدو ان النصر العربي في المونديال او تحصيل النقطة الاولى سيكون للعرب من العرب انفسم… يعني شاطرين على بعض.
كرة القدم مثل السياسة تماما… تحتاج لخبراء في التخطيط والتنظيم وهي مثل الحروب تحتاج للاعداد والتجهيز لكن مقولة الهزيمة المشرفة اسقطت العرب في كل شيء في الرياضة والسياسة والحروب.
في بغداد انفعل العرب وتعاطفوا وصور لنا الاعلام ان امريكيا ستنتهي هناك فسقطت بغداد وفي روسيا حيث كاس العالم ذهب العرب محملين بالتصريحات الصحفية وطائرات الاعلاميين المسخرة وطبيخ الكبسة وعشرات الاغاني والراقصات … هم ذهبوا بخفين وعادوا بلا خفين حفاة عراة .. وربي كما خلقتني.
العرب مشكلة حيثما حلوا ..فهم في الحروب يحتفلون بقتل جندي معادي بينما يكون هذا الحندي قد اسقط المئات من جنودهم .. ثم يحتفلون بالتقدم شبرا على الارض وهم في الحقيقة قد خسروا اوطانا تماما مثلما احتفلت السعودية وتونس باول اهدافهما وشباكهما قد اثقلت بالاهداف.
وما بعد ذلك ستبدا التبريرات فنظرية المرامرة ستكون حاضرة سواء في كاس العالم او المعارك السياسية والاقتصادية ..وفي نفس الوقت لا يكون الابداع العربي متواجدا الا اذا كان الهدف منه تدمير بعضهم البعض تماما كما يحدث في سوريا وليبيا وسيناء والعراق والدليل انتظار النقطة الاولى لعربي في كاس العالم من عربي فاما ان تكسب مصر او السعودية في الملحمة التاريخية ملحمة السقوط العربي.
ثلاثمائة مليون عربي لم يستطيعوا خلق منتخب واحد رغم الامكانيات الهائلة ودولة مثل ايسلندا عدد سكانها 300 الف استطاعت ان تجعل من العلوج اضحوكة وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان فاقد الشيء لا يعطيه وان الفزعة لا تصنع نصرا.
في السعودية ثمة دعم هائل للمنتخب لكن المسؤول عن الرياضة هناك ترك المنتخب وانشغل بحروب جانبية مرة مع الاهلي المصري ومرة مع البي ان سبورتس ومرة في اتحاد غرب اسيا ومرة بالضغط باتجاه سحب تنظيم كاس العالم من قطر وكان قطر هي العدو اللدود ..
وحتى لما انشغل ال شيخ بالحرب الخارجية وهي مع الفيفا كان خجولا ضعيفا مبررا بلا قناعة متلكيء بالكلام ضعيف على تويتر والفيس بوك فاذا اشتد عوده وقرر ان يهاجم هاجم قطر يعني قطر عاملة قلق للزلمة.
في مصر نفس الشيء انشغلوا هناك بمحمد صلاح وراموس واعتقدوا ان صلاح سيحرز كاس العالم ولكنهم تناسوا ان كاس العالم سيحتاج الى 11 مثل راموس و11 مثل صلاح بقيادة لا تعتمد الفزعات ولا الرقاصات ولا الجوقات الاعلامية المخزية ..
اخيرا تتواصل السقطات من بغداد الى روسيا وتتواصل التصريحات المخزية ويواصل العلوج دك قلاعنا المهترئة ونواصل نحن متعة التعليقات حتى اصبحنا حديث الجميع بالمهانة والمذلة ..
كل الحق على قطر .. فتحياتي الى قطر التي ربما استطاعت يوما ان تجعل المواطن العربي يفخر بمؤسسة اعلاميه اصبحت عالمية او حدث كروي سيجمع العالم فوق اراضيها بحسن التدبر والتخطيط .بعيدا عن الكلام المخزي الذي لا فائدة منه او التعاقد مع اعلاميين من صنف الرداحيات والنواحات.
يبقى ان نسال متى نزقط العلوج ..يا خوف قلبي نزقطهم في غرف نومنا يا سواد الوجه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى