إيكونوميست : هكذا يحتار الأردن بين تناقضات الإقليم والعالم

سواليف

نشرت مجلة “إيكونوميست” مقالا، وصفت فيه حال النظام في الاردن بالمحتار إلى أين يتجه، فمن زيارة إلى موسكو لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ليناقش معه كيف يمكن إعادة الاستقرار إلى سوريا تحت حكم بشار الأسد، ثم إلى واشنطن؛ لاستكشاف كيف يمكن للأردن أن يساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تطبيق أفكاره لتقطيع أوصال سوريا إلى مناطق آمنة.

وتقول المجلة: “الآن مع تراجع الدعم المادي من السعودية، فإن الاردن يحاول الاتصال، (من خلال الروس)، بعدوة السعودية اللدودة إيران، التي تنشط قواتها على حدوده في كل من سوريا والعراق، وكان في السابق قد أنذر من تشكيل هلال شيعي يصل إلى البحر الأبيض؛ والآن وقد بدأ هذا الأمر بالتحقق، فإن الملك يقوم بالتأقلم مع الوضع الجديد”.

ويلفت المقال إلى أن “هذه الواقعية تتعارض مع النصيحة التي قدمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى العام الماضي، عندما دعاه إلى تشكيل الأردن العظمى، بضم أجزاء من العراق وسوريا إلى مملكته، فتصبح المناطق غير المسيطر عليها في البلدين تحت سيطرة ملك حليف للغرب، يمنع تمدد إيران باتجاه الغرب، وفي المقابل يحصل الأردن على نهرين كبيرين وحقول نفط وكميات من الفوسفات”.

وتستدرك المجلة بأن “الملك عبد الله يعرف مخاطر التوسع، فعلى مدى القرن الماضي، كان الهاشميون يسمون أنفسهم حكام العرب، لكنهم خسروا عاصمتين رئيسيتين، هما دمشق وبغداد، بالإضافة إلى أنهم خسروا أقدس ثلاثة أماكن للمسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف
وينقل المقال عن المحلل السياسي عريب الرنتاوي، قوله إن الملك على النقيض من ذلك، فهو “لديه طموحات أردنية وليست إقليمية”.

وتقول المجلة: “لو أخذنا سوريا مثلا، كان الملك عبدالله هو الزعيم العربي الأول الذي حث الأسد على التخلي عن منصبه، لكن القتال تسبب بتشريد ملايين اللاجئين، الذين انتهى بهم المطاف في الأردن، فتغيرت الأولويات من الهجمات ضد النظام إلى الدفاع عن الحدود ضد الجهاديين الدوليين، وكثير منهم من أصول أردنية، وبشكل عام، عدا بعض الاستثناءات، فإن الثوار في الجنوب السوري حافظوا على وقف إطلاق النار ضد القوات الحكومية”.

وينوه المقال إلى أن “بعض الأردنيين لا يزالون يقبلون فكرة إنشاء حزام أمني بعرض 10 كيلومترات داخل الحدود السورية، يفي بمطالب ترامب للملاذات الآمنة، وهي ما سيحمي الأردن من اللاجئين ومن تنظيم الدولة، الذي حاول انتحاريوه مهاجمة الحدود الأردنية أربع مرات منذ الصيف “.

وتورد المجلة أن “كبار الجنرالات الأردنيين يقترحون التعاون مع قوات الأسد، فلو انسحبت قوات الجبهة الجنوبية (ثوار) من معبر نصيب، حيث المعبر الحدودي مغلق حاليا، فإنه يمكن إعادة فتحه، حيث يمكن أن يعود نقل البضائع بالشاحنات من تركيا عبر سوريا والأردن إلى دول الخليج، ما سينعش الاقتصاد في الأردن”.

ويفيد المقال بأن “الأردن يقوم بإعادة حساباته في العراق أيضا، والموازنة بين طموحات المهاجرين العراقيين فيها والنظام، حيث استقر عدد كبير من أثرياء العراق السنة في عمان بعد الغزو الأمريكي عام 2003، ما ساعد على تحويلها إلى مدينة من أسرع مدن المنطقة نموا، ويعيش كثير من شيوخ الأنبار في قصور، ويدعون من خلال فضائياتهم إلى إقامة إقليم خاص بالسنة في غرب العراق، على غرار إقليم كردستان في الشمال، ويمكن لمثل هذا الإقليم أن يشكل مع الأردن حصنا منيعا في وجه تقدم إيران غربا، لكن تجارة الأردن مع الأنبار تتضاءل أمام الروابط الممكنة مع العراق ككل، واتفاقية ثنائية لإنشاء خط أنابيب من حقول النفط في البصرة لميناء العقبة تعد بأن تحول الأردن إلى مركز لتوزيع الطاقة”.

ترجمة عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى