الفرق بين الرؤيا والرؤية في مؤسسات الدولة

شذرات إدارية
الفرق بين الرؤيا والرؤية في مؤسسات الدولة
جهاد أحمد مساعده

قد يختلط الأمر على كثير من العاملين في المؤسسات حول الفرق بين الرؤيا والرؤية، كما قد يختلط الأمر لديهم بين الرؤية والرسالة، والأهداف والقيم.
فالرُؤيا في اللغة اسم، وجمعها: رُؤى، ومصدرها؛ رأى، وهي: ما يراه الشخص أثناء نومه، وقد يطلق لفظ الرؤى على أحلام اليقظة.
والرؤية (Vision) لغة مصدرها رأى، وتُعرّف على أنّها رؤية الأمور بشكل سليم، والإبصار بالعين والقلب، وهي أيضًا عبارة عن بيان تصدره المؤسسة لما تنوي أن تصبح عليه في المستقبل، بمعنى أنها الصورة الذهنية للمستقبل المنشود الذي تسعى المؤسسة للوصول إليه في فترة زمنية محددة.
وتُوضع الرؤية للمؤسسة من قبل الإدارة العليا، لتحديد الصورة المستقبلية لها، من خلال تشكيل فريق عمل، يخلص فيها إلى كتابة عبارة مختصرة تلخص الطموحات والآمال التي يرغب في أن تحققها المؤسسة، ويرافق هذا المختصر (ملحق) يتضمن شرحًا تفصيليًا لكل جزء من الرؤية، ويضع مؤشرات علمية قابلة للقياس تعطي للمؤسسة علامات واضحة بأن الرؤية قد تحققت.
ويشمل مفهوم الرؤية على كثير من المعاني، كالتصورات، والطموحات، والآمال والافتراضات، وهي تُعد أساسًا لتطور المؤسسة لأجل تحقيق أهدافها المستقبلية؛ ولا يمكن لأي مؤسسة أن تحقق رؤيتها إلا من خلال تعاون منسوبيها والتزام كل منهم بعمله، والمهام المحددة لكل منهم.
فالرؤية هي مسار مستقبلي تتصف بالوضوح، والبساطة والإيجاز، وتتأثر بنوعية القدرات والإمكانات المتوافرة في المؤسسة في تحقيق الأهداف الرئيسة، حيث تعتبر الأهداف المقصد الذي تسعى إلى تحقيقه خلال فترة زمنية محددة، تركز فيها على النواتج والمخرجات التي تسعى المؤسسة إلى إنجازها، على أن تتسق تلك الأهداف وتنسجم مع الرؤية والرسالة والقيم.
ورسالة المؤسسة (Mission) هي الغرض الأساس الذي أنشأت المؤسسة من أجله، وتتحدد من خلال نطاق عملها وعملياتها، مدخلاتها ومخرجاتها ((input & output؛ بينما القيم فهي المبادئ السائدة في تلك المؤسسة النابعة والمنبثقة عن فلسفتها، تظهر في تشريعاتها وسياساتها، ولوائحها التنفيذية والتنظيمية التي تحكم علاقاتها مع مكونات البيئتين الداخلية والخارجية.
فالرؤية والرسالة لأي مؤسسة لا يمكن قياس مخرجاتها بصورة علمية، ولا التأكد من تحقيق أهدافها، إلا إذا كان هناك مؤشرات تقيس النواتج والمخرجات ضمن مقاييس وأدلة وبراهين، إضافة إلى وجود فريق لمتابعة المبادرات التحولية للمؤسسة، ومراقبة سير خطط التنفيذ، ووضع آلية للتقييم المستمر لمستوى تطور الأداء والجودة.
إن وجود خطط استراتيجية مبنية بصورة سليمة لأي مؤسسة ستسهم في تحقيق رؤيتها ورسالتها، كما تسهم في خلق إيقاع عمل منتظم داخليًّا وخارجيًا مع المؤسسات المختلفة، إضافة إلى خلق بيئة عمل محفزة، ومُنتجة جاذبة للكفاءات ضمن إطار الحوكمة التي تسعى الدولة إلى تحقيقها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى