بسم الله الرحمن الرحيم
هذي اليمن
كان الشعر سجلّ الحياة العربية في الجاهلية فلما جاء الإسلام إنشغل العرب بالجهاد إلا ما ندر من مثل حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه وارجوزاتِ في ساح الوغى لبعدالله بن رواحة رضي الله تعالى عنه.
أما في التاريخ المعاصر فيرى البعض أن الشعر بوابة الحرية أو أحد أبوابها فهو يوقظ النيام ويشحذ الهمم ويثير الحماسة.
روي أن أهل مكة انكشفوا ينظرون إلى النبي صلى الله علسيه وسلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يديه صلى الله عليه وسلم متوشحاً بالسيف يقول:
خلّوا بني الكفار عن سبيله ، أنا الشهيد أنَه رسوله
قد نزّل الرحمن في تنزيله ، في صحفٍ تتلى على رسوله
اليوم نضربكم على تأويله ، كما ضربناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهامَ عن مقيله ، ويذهب الخليل عن خليله.
وقيل أن البيت ” فاليوم نضربكم على تأويله كما ضربناكم على تنزيله” قد قيل في غير هذا الموضع وربما في “صِفّين” على لسان الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه.
أما الشاعر السعودي المرحوم خالد بن سالم بن محفوظ فقال شعرا يمدح فيه اليمن بعنوان “هذي اليمن”
هذي اليمن .. تاريخها محفور على جدار الزمن، مِن عهد مَن؟ من عهد بقليس وسبأ وأروى التي سكنت عدن، من عهد سيف بن ذي يزن، إنت وانا من أصل واحد كلنا، أصل العروبة كلها نابت من جذور اليمن، هذي اليمن، خُطْ يا قلم وارسم حروف امجادها، نعم نعم، لوحات فن .. وابدأ بصانع مجدها، كل من لها أصبح علم، أمّ الحضارة واصلها، تاريخ يصعب فصلها عنّا على طول الزمن، هذي اليمن، اللي كتبْ، عنها شهد بصفاتها، لا ما كذبْ، هذي اليمن مرجع لكل احفادها، مَن مثلها أصل ونسب؟!، هذي اليمن في الطيبِ ساكن أهلها، سعيد الحظ من حلّها، وعلى أراضيها سكنْ، هذي اليمن .. هذي اليمن.
أما الشاعر اليمني جميل قاضي فيقول مفتخرا بالجيش اليمني و واصفا حاله:
الشرف والتحية للجنود البواسل، أكثر الناس خدمة واضعف الناس مدخول، يستحق التحية كل جندي مناضل، خاض كل المعارك والجزا قول معسول، باع نفسه لشعبه دون اي مقابل، وفصّلوا له من الفقر ثوب تفصول، يذكروه بالشدايد واحتدام المشاكل، أول الوعد قايد وآخر الوعد مجهول،أول الناس يُقتل وآخر الناس يأكل، أكثر الناس يعمل واضعف الناس محصول، منتصر بالمعارك ما طلع يوم فاشل، بس في البيت يهزم من غلا البيض والفول، عنده الحرب عادي ينتصر فيه واصل، أما اللحم والفواكه تهزمه على طول، وانت يا جيش اسمع لك معانا رسايل، كلها توزع عبر كاسيت ومحمول، شعبنا لك وانت بالشعب كامل، لا تكن ضد نفسك يصبح الجسم مشلول، لا تكن إسم معطوف للهوى والبواطل، بعد واو المعية أو صلة إسم موصول والتحية من الشعب تبلغ للجيش كامل، شعبنا الحر اللي واقف معاكم على طول، وأنتم ابقوا معانا بانواصل، حقنا حقكم والحق للشعب مكفول.
أما الشاعر اليمني يحيى الحمّادي فيقول شعرا فصيحاً للحوثيين في اليمن:
لسنا عبيد المال والجاهِ .. لسنا جنود الآلِ والشاهِ
لا ندّعي أن الذبيحة من .. أفراحنا كي نأكل الطاهِي
أو نشتهي مُلكاً يسير بنا .. ما بين أشباحٍ وأشياهِ
لسنا دُمىَ لسنا ملائكة .. أو معشرا من غير افواهِ
بالخبز والشاهي مطالبنا .. محصورة بالخبز والشاهي
كلٌّ له قولٌ وغايته .. مفضوحةٌ في عُذره الواهي
حتى متى يغدو السفيه على .. هذي البلادَ الآمرً الناهي؟
يا ثورةَ أخرى سنطلقها .. لم يبق في الصندوق إلا هي
قولي لهم أنّا سنجمعهم .. من بعد إرضاءٍ بإكراهِ
لا يحسبوا أنّا سنسكت .. عن أفعالهم بالذل و الآهِ
قولي لهم يا من على دمنا .. جمعتم المال بالجاهِ
لن تفلتوا من حبل مشنقةٍ .. لا ولا من لعنة اللهِ.
الحمد لله رب العالمين الذي جاء بالوقت المناسب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه “وجئت على قدر يا سلمان” لإنقاذ اليمن وأهلها من شر الأشرار.
أغيثاً تحملُ المركب أم تحملُ سلماناً؟ .. نديَّ الكفِّ جادت بالخير ألوانا.
