الغابات الحرجيه تغرق في النفايات
كنت وما زلت اعتقد ان اصلاح الحكومات ينبغي ان يسبقه اصلاح للمنظومة الاخلاقيه للمجتمع ، اذ ان يدا واحدة لا تصفق ، وافراد المجتمع ينبغي ان يكونوا حراسا على صون منجزات الوطن وحماية مقدراته وازالة كل ما يشوه وجهه. الا ان واقع الحال لا ينبىء بخير ، فاليوم في العديد من الاسر تتم تنشئة اجيال لا تعرف للانتماء الوطني معنى ، جيل فاقد لبوصلة الاهداف .
قبل نحو اسبوعين كنت مع عائلتي في رحلة الى احدى الغابات الحرجيه في قرية الرجاحه من لواء وادي السير ، ما ان وصلنا للمكان حتى ذهلت من منظر النفايات التي تفور في الغابة كما يفور الماء المغلي في القدر . علب المشروبات الغازيه ، بقايا الطعام ونواتج عمليات الشواء ، زجاجات الخمر المهمشة في كل مكان ، حتى صرنا نمشي على رؤوس اصابعنا تجنبا للتأذي من قطع الزجاج ، فبأي نفسية واي مزاج يمكن ان يجلس المتنزهون بين اكوام النفايات .
اتمنى ان اوجه سؤالا لكل من يتسبب بهذه الفوضى سواء في الغابات او في الاماكن العامة والشوارع : لماذا تظن نفسك اعلى مقاما من غيرك بحيث تلقي على الارض كوب القهوة الفارغ او منديلا مسحت به انفك للتو لينحنى غيرك ويلتقطها ، ام ان حدود وطنك هي فقط حدود منزلك .
وما فائدة كل هذه المقررات المدرسية التي تدرس لطلابنا من تربية وطنيه وسواها اذا كنا عاجزين عن ايجاد جيل يعرف قدر النظافة والانضباط والتحلي بالنظام والشعور بالانتماء ؟.
وسؤالي الاخير موجه للاجهزة المعنية في البلديات وسواها من الجهات المسؤولة : لماذا لا يتم تعيين حرس للغابات واماكن التنزه كالحدائق الكبرى لمراقبة سلوك مرتاديها والتعامل بحزم مع أي مخالفة بيئية تصدر عنهم .
زبدة الكلام ، العديد من الغابات الحرجية اصبحت غارقة في النفايات الامر الذي يتطلب تحركا سريعا وايجاد فرق متطوعين تتولى تنظيفها .
عاليه الشيشاني
