العَيِّل

العَيِّل
سهير جرادات

العَيِّل حكى .. العَيِّل إجى .. العَيِّل راح .. العَيِّل طلع .. سَوّى العَيِّل .. شفتوا العَيِّل؟! .. العَيِّل.. العَيِّل.. العَيِّل…
والعَيِّل .. ليس اللقب (اللبِق ) الوحيد الذي يطلق على (العَيِّل) ، ومن العبارات التي تشتهر باستخدام لقب العَيِّل في اللهجة الدارجة: يا عَيِّل لا تلِد علي والله لخلي البين يطسك! .. وهناك أيضا ( #القاروط ) ، الذي يعد حسب اللهجة المحلية ( شتيمة ) ، وللتخصيص تضاف إليه (CH)، لتصبح ( قاروط CH)، ومن اشكال استخدامها: ( يا قاروط العزا ) ، و ( يا قاروط البين ) .. ومن الالقاب الدارجة ايضا ( #المشحر ) وتطلق بالعامية للشخص الذي أخطأ في التصرف .. و( #الطنجير ) : وتقال للشخص الذي لا يعلم وين الله حاطه.. و( #المسخمط ): وتقال للإنسان المغلوب على امره .. و( اللطية): ويطلق على ( الأرعن و الدلوع ) ..
في كل حارة يوجد ( ِلبق ) العَيِّل، ويطلق على ابن #كبير_الحارة أو (المكبر ) حاله ، أو الذي أهل الحي (كبروه ) ، أو الذي وعيوا على الدنيا (ووجدوه)كبير الحارة .. هذا العَيِّل محظي باهتمام الأب الذي يريد أن (يكبره) ليصبح جاهز ا للقيام بمهام والده ؛ لذا تجده على شماله في حله وترحاله ، ورفيقه في الجاهات والعطوات ، وشريكه في الاجتماعات والافراح ، والرفيق في السفر ..
المشكلة ليست بأهل الحي ، وإنما تكمن المشكلة بأبو العَيِّل الذي يحاول ان يفرضه على اهل الحي ويجبرهم على تقبله كما هو بعقل عَيِّل .. ولما قدمه على أساس انه ( عَيِّل ) ، حتى إن كبر ، سيبقى في نظر أهل الحي.. عَيِّل !!
المشكلة تكمن في أن مخ (العَيِّل) وتفكيره ليس في اتجاه الأمور الجدية ، فهو يحب اللعب والمرح والفرح ، وهوغير جدي في أمور الحياة ويعشق الغناء والعزف ، وهو معروف بأنه ( رقاص الحي ) خاصة في حفلات التخرج ( روضة ، مترك ، توجيهي ) ، لا يجيد الالقاء، وتركيزه ضعيف، وليس لديه (جَلد) على الدراسة ولا العمل ، جميع ملاحظات معلميه تقول: إنه ضعيف في جميع المواد ، حتى في الإملاء والخط ، والتاريخ، والرياضيات آخر همه ، بالملخص لا يجيد شيء سوى اللعب والاستعراض كيف لا وهو معتاد على ان لا يفعل شيئا ، و( يُفعل) كل شيء عنه.
وحتى يضمن الأب أن يَكبُر (العَيِّل) استعان بصبيان الحي ، ليرافقوا الابن (العَيِّل) ، ويعلموه ما عليه أن يقول ، وماذا يفعل .. كانوا يجهزون له كل ما هو مطلوب منه ، ويقدمونه للآخرين ، ويجيبون عنه ، وينشرون احاديث جيدة عنه.. حتى أصبح لل (العَيِّل) “عِيَال” ، يديرون أعماله ، ويحاولون أن يقنعوا أهل الحي به ..
ومن المتعارف عليه أن “الولد بيظل ولد حتى لو صار قاضي بلد”،(والعَيِّل) يبقى “عَيِّل” ، حتى لو كبر، وأخذ مكان أبوه في الحارة ، وصار يمثله في الجاهات والصلحات والحفلات والعطوات والليالي الملاح ، لانه قُدم من الأساس على أساس أنه ( عَيِّل)!!!!!!!!!
Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى