العنف المجتمعي… وجهة نظر

#العنف_المجتمعي… #وجهة_نظر
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

ظاهرة خطيرة بدأت تتفشى بالجسم المجتمعي، وتعكر صفه، وتهدد أمنه واستقراره، متمثلة في زيادة نسبة العنف بين أفراد #المجتمع، وغياب التسامح والتعاطف وقبول الرأي والرأي الآخر.
لقد ألقت #الظروف_الاقتصادية الصعبة والمتمثلة في الغلاء والبطالة، بالإضافة الى ضعف الوازع الديني وغياب #العدالة_الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وعدم فرض سيادة القانون على الجميع وردع من تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع واستقراره، بظلالها على المجتمع، فتطبيق القانون على الجميع، ضرورة ملحة لكي يشعر الفرد بالانتماء للمجتمع ولبذل كل ما في وسعه من أجل إصلاحه واستقامته.
لعب الخطاب الديني وعلى مر العصور الدور الأكبر في نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة، وتعزيز صحوة الضمير ومراقبته لجميع ما يصدر عن الفرد والمجتمع من أقوال وأفعال، وشكل الوعاظ القدوة لبقية المجتمع وأثروا وتأثروا بمجتمعهم المحيط، حيث كانوا مشكاة علم ونور، وقدوة للآخرين في القول والعمل. ما أحوجنا في هذه الأيام الى تعزيز الخطاب الديني المؤثر ورفع كفاءة الخطباء والوعاظ، وجعل هذه المهنة جاذبة برفع الأجور والمكافآت لهم، بحيث نستطيع استقطاب الأوائل والمبدعين في هذا المجال، مما يسهل عملية التأثير بالقدوة وبالكلمة الطيبة.
شكلت ومازالت تشكل البطالة وما ينتج عنها من فقر وفي غياب الوازع الديني ومراقبة الضمير، وفي ظل انتشار الإدمان والمخدرات، العامل الكبير في زعزعة الأمن المجتمعي وتهديد أركان السلم بين أفراد المجتمع الواحد.
وتشكل غياب العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، والمساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات وفي حق الجميع في التنافس على فرص العمل وتعبئة الشواغر المختلفة بعدالة، من أهم أسس اختلال الأمن المجتمعي وتؤثر سلبا على تعزيز المواطنة الصالحة وتقوية الشعور بالانتماء وحب الأرض والإنسان.
لعبت الادارات الضعيفة وغير العادلة المختلفة في الفترات الأخيرة دورا كبيرا في نشر الظلم وتضييع الحقوق، مما نتج عنه تنامي الشعور بغياب العدالة والشعور بالظلم وفي غياب واضح للمرجعيات التي تراقب وتتابع وتحق الحق وتبطل الباطل.
في المحصلة نرى أنها منظومة شاملة تؤثر فيما بينها وتؤثر بالأمن المجتمعي وتعتبر مرآة للقيم والمبادئ التي يتبناها المجتمع ويعيش في ظلها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى