العقل ودليل الإستخدام (الكتالوج ) / امجد شطناوي

العقل ودليل الإستخدام (الكتالوج )
عندما تشتري اي قطعة مصنعة سواء كانت كهربائية او غيرها تجد معها دليل الإستخدام او ما يسمى الكتالوج يخبرك هذا الدليل عن كيفية الاستخدام ووظيفة كل قطعة فيها و يخبرك عن الطريقة المثلى للاستخدام ومن ضمن ما يخبرك عن صيانتها والطريقة المثلى للحفاظ عليه ، ان إتبعت ما يخبرك به الدليل فإن هذه القطعة تبقى صالحة للاستعمال بالعمر المقدر من قبل الصانع بكفاءة عالية ، فكلما كان اتباعك للتعليمات بحذافيرها كلما حافظت على القطعة بأحسن ما يكون.
بعض البشر جهلة سواء كانوا متعلمين او أنصاف متعلمين يستخدم عقله في مكان لا يجب إمعان العقل فيه بل قمة العقل فيه إتباع دليل الاستخدام.
فيقول هذه التعليمات غير مقتنع بها ولا بهذه وهذه غير منطقية متذاكيا متفلسفا فيستخدم القطعة حسب ما يرى مما يؤدي إلى عطب الجهاز بعمر اقصر من المقدر من قبل الشركة المصنعة.
نقول له يا أيها المتذاكي انت جاهل وظالم لنفسك حتى لو بلغت من العلم مهما بلغت فلن تحيط علما بهذه القطعة مثل صانعها فهو من حدد وظيفة كل قطعة فيها وصنع خصائصها وفق وظيفتها فلو امعنت العقل بالطريقة المثلى ستأخذ التعليمات مسلمات لان صانعها هو اعلم منك بها ، هذا ما يجب ان يمليه عليك العقل السليم فلا يجب ان يؤخذ العقل بظواهر الأمور لان الظاهر يكون فيه باطن مخفي عنك لا تعلمه .
أيها المتذاكي لم تستطع الإحاطة بصنع بشر من جنسك وتسببتت بعطب الجهاز ،فما بالك عندما تتذاكى بدليل للإستخدام لمن خلقك وخلق الكون وما حوى ؟
دليل الإرشاد الرباني هو منهج حياة يشمل تعامل للفرد مع نفسه ويشمل التعامل مع الآخر ويشمل علاقة الفرد مع خالقه والفرد مع بيئته.
عندما تتذاكى أيها الانسان مع دليل الإرشاد الرباني
بالتأكيد فإنك سوف تفسد المكان الذي فيه الشجر والحجر والإنسان وكل كائن حي وسترى مفسدة في بني جنسك ما بعدها مفسدة .
دليلك أيها المسلم هو القرآن وما صح من السنة فيه نجاتك في الدنيا والآخرة فكيف لا وهو من خلق الكون وما حوى فلا تمعن العقل باوامره ونواهيه بل قمة العقل الاستسلام .
وامعان العقل في الإسلام هو في التحقق من النبوة قبل الدخول في الإسلام أما بعد الدخول فهو الاستسلام التام.
ما نراه اليوم في الدول المتقدمة سواء كانت شرقية او غربية نحت الدين جانبا بسبب منهج رجال الدين الذي بني على شريعة جزء كبير منها محرف اي على منهج مزور ولانه كذلك ومتناقض وفيه اختلاف كثير استبدلوه بمنهج وضعي ومع مرور الزمن يجدوا فيه عوار فيعدلوا ثم يجدوا عوارا وهاكذا والملاحظ والمتتبع لهذا المنهج المتغير يجد أنه يقترب من منهج الإسلام والمقال لا يتسع لتبيان ذلك بالتفصيل.
في الختام أيها الإنسان رسالتك هي عبادة آلله فقط والباقي تفاصيل تخدم الرسالة ، فلا تتحذلق وتتفلسف في منهج انت اصغر من ان تعلم الظاهر والباطن منه المطلوب هو الاستسلام التام لمنهجه.
وامعن العقل كيفما شئت ما عدا أوامره ونواهيه ولك ان تبحث عن الحكمة فإن اصبت لك ذلك وإن أخطأت فمنك انت لا المنهج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى