قضايا المعلمين وضياعها / د . عامر بني علي العياصرة

قضايا المعلمين وضياعها عند ابواب المسؤولين في وزارة التربية والتعليم…؟!

بصفتي فيما سبق عضو في نقابة المعلمين وأحد أعضاء لجنة القضايا – الدورتين النقابيتين _الأولى والثانية فرع جرش – ومن خلال متابعاتي والزملاء فيما سبق لكثير من قضايا المعلمين المستجدة والعاملة ٍفي الميدان التربوي أجدني هنا مؤتمنا وبمسؤولية وظيفية ودينية وأخلاقية لاسجل بعضا من نقاط ترسخت لدي بممارسة عملية ومشاهدة علنية فاحصة منصفة وناقدة لا تميل إلى طرف على حساب طرف في قضايا المعلمين أيا كان ومهما كانت صفتهم.
فما أذكره لكم هنا هو واقع محزن مؤلم. يعيشه المعلمون في مديرياتهم مع كل أسف وبغض الطرف عن ذلك أصبح نهجا وسياسة متبناه ممن يفترض بهم أن يكونوا مظلة حماية لهم وبلا استثناء دون نظر إلى صفاتهم وانتماءاتهم .
ففيما يخص قضايا المعلمين وضياعها عند أبواب المسؤولين أقول :
بأن الاصل في التعامل مع أي قضية من قضايا المعلمين المنظورة في مديرياتهم ان يكون النظر فيها بحيادية تامة والتعامل معها بانصاف ومسؤولية مؤتمنة تراعي حقوق الآخرين وللأسف الشديد هذا الامر لم المسه قطعا البته للاسباب التالية :
أ – عندما تكون القضية المنظورة في التربية متعلقة بطرفي نزاع- معلم ومدير – فإن المديرية تغلّب حق المدير على حق المعلم وكأن المديرية بذلك ترسّخ مفهوم الفوقية والطبقية الإدارية في التعامل مع المعلمين .
ب- عندما يتاكد حق المعلم يقينا على المدير أو أي صفة ادارية أخرى فالمديرية تلعب دور ا لا تتقنه الا في هذا الموقف – دور المصلح والغيور على المعلمين – وإن كان في القضية المنظورة لجنة تحقيق ونَسّبت اللجنة المكلفة بالنظر في القضية بعقوبة محققه للمدير يتم التحفظ على الملف وتاخير رفع العقوبة المتخذه باختلاق حجج واهية وكثيرة من أجل كسب الوقت لعل وعسى المعلم ينازل عن حقه وقد يصل الأمر بعد اليأس إلى تهديد المعلم وتخويفه .
ج- عندما تكون القضية بين المعلمين أنفسهم فيا ويل أباهم وأمهم وأخاهم .. يتكالبون عليهم كما تتكالب الأكلة على قصعتها … فما اسرع الاجراءات المتخذه بحقهم .
هـ- وأما اذا ماكانت القضية على العكس مما ذكرت إدارية بحته _ما بين اداري واداري_ فتأخذ القضية تتطور على حسب الولاءات والإنتماءات والتنازلات للمسؤول وهذا فن يجيده أغلب من يتصفون بهذه الصفة.
و- وأما إذا ما كانت القضية بين اداريين ومعلمين فالقضية جد مهمة وتأخذ متابعة حثيثة وبتخطيط مسبَّق يصل الأمر فيه إلى حد جلوس رئيس لجنة التحقيق المكلف بالتحقيق فيملي على المدير الإجابة النموذجية المطروحة من قبل اللجنة ليخرجه من مأزق الإدانه وأمام من ..؟ أمام معلم ..؟!! – طبعا هذه هي نظرتهم -.
ز- الحقيقة التي لا يعلمها كثيرون بأن اغلب قضايا المعلمين المنظورة في التربية تضيع بالعلاقات المؤسسية او الاجنماعية اوالعشائريةوالحظ الموفووور والكبييير في كسب القضية لمن كانت تربطه علاقة صداقة او قربىبأحد المكلفين بالنظر فيها … والحظ االاكبر الذي ليس يتعداه أي حظ اذا كان الاداري الكبير صاحب القيم والمبادئ في ذات يوم قد عمل مع والدك مرؤوسا في احدى الشركات الحكومية او الخاصة فالحق لك حتى لو كنت معلما .
ح – وكل ما ذكرت بنقطة وسطر جديد إذا كانت القضيةالمنظورة – بين معلم وطالب او معلم وولي أمر – فالحق كل الحق ودون تمعن ونظر على المعلم بوجهة نظر تربوية قائلة يجب على المعلمين استيعاب الأخرين .
ح – نقابة المعلمين في تعاملها مع قضايا المعلمين تعمل دون شرعنة قانونية تلزم التريية في فتح ملفات حساسة_والمناهج مثلا_ أو النظر فيها .. وبذلك زملائي نعود ونتكلم عن العلاقات وفي ظل هذه الظروف اسمحوا لي أن اترحم على قضايا المعلمين وحقوقهم .

وبما أن الأمر كذاك ويما ذكرت فادعو المعلمين هنا الى الاقتصاص من قاتليهم بروح الحق الذي يحملون وبالطريقة التي يرونها مناسبة.

د. عامر بني علي العياصرة
عضو نقابة المعلمين الأردنيين ورئيس لجنة التدريب والتأهيل وعضو لجنة القضايا لدورتين _فرع جرش_ سابقا.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى