تمكين المرأة لمواجهة التطرف
ان التمكين يعتبر عامل مهم لدى النساء وهو اتاحة الفرصة امام كل واحدة منهن الى الحصول على الفرص المناسبة واخذ دورها الهام في المجتمع ، خاصة بعد ان انتشر التطرف والعنف والارهاب كما تنتشر النار في الهشيم ،ويمكن التعبيرعن التطرف في مجموعة متنوعة من الطرق وغالبا ما تكون مهمة الارهاب للرجل من خلال التفجيرات والاحزمة الناسفة وقليل ما تكون هذه الادوار للنساء الانتحاريات ولكن ليست هذه هي الوظيفة الوحيدة التي تقوم بها النساء في المنظمات الإرهابية ،وقد تتمثل ادوارها في أدوارأخرى مثل تقديم الدعم اللوجستي والتوظيف، وتشيرالباحثة هيرن في ورقتها 2009 بعنوان “المشاركون المساعدون، والوقاية من الحوادث (دورالمرأة في الإرهاب)،غالباً ما اتسم دورالمرأة في المنظمات الإرهابية حتى نهاية القرن العشرين في وظائف الدعم لنظرائهم الذكورمثل جمع المعلومات الاستخباراتية،أوتقديم الرعاية الصحية. وعلى الرغم من أن النساء قد لا يزلن يأخذن دوراً في هذه الوظائف،فأن من الملاحظ أن هناك تحولا نحو المزيد من التطرف،ومشاركة متقدمة من النساء اللواتي وضعن حياتهم مباشرة على هذا الخط الارهابي .
لقد اصبح هناك العديد من الأسباب التي قد أغرت النساء إلى الالتحاق بالارهاب ومزاولة اعمال التطرف. وتُعزى اسباب الالتحاق الى ما يلي :
1- من اجل الإنتقام من أحد الاحبة، او ضد أولئك الذين يعتقدون أنهم مسؤولين ويمكن أن يكون عاملا في تحفيز الانتحاريات.
2- الإغتراب الاجتماعي في المجتمعات التي يتم فيها تهميش النساء بسبب التمييز بين الجنسين أو عدم وجود حقوق قد تكون محفزا في جذب النساء للمنظمات الإرهابية الذين يقدمون الشعور بالانتماء أو حتى التفوق. ومن الامثلة على ذلك لواء الخنساء الذي هو في جزء منه يعتمد على هذه الظاهرة والتي تستهدف الشابات اللواتي يشعرن بالظلم في المجتمعات التي تتصف بالقسوة والظلم والتهميش الاجتماعي ،و نساء الخنساء يمارسن الارهاب والتطرف نيابة عن النساء اللاتي يتم ترويعهن لافتقارهن الالتزام بالشريعة.
وكثيرا ما تستغل مشاعر المرأة من التمييزوالتهميش نتيجة لعدم المساواة بين الجنسين من قبل الجماعات الإرهابية الذي يدفعهم إلى التطرف باعتباره شكلا من أشكال التمكين.
وفي بريطانيا ومن خلال المقابلات مع النساء المنتميات إلى حزب التحرير، ،وجد أن دوافعهم للانضمام يتوقف جزئيا على رغبتهم في مقاومة القيم الأبوية التي تمارس في بيئتهم المنزلية وساهمت في احترام الذات والشعورفي التمكين.
ويعزز تنظيم القاعدة مثلاً من دور “الأخوات المسلمات”،والتي يتم الترويج لها من خلال مجلات الكترونية ومواقع الكترونية او من خلال مقابلات سرية ،حيث يتم حث النساءعلى دعم أزواجهن ،وتثقيف أبنائهم وتشجيعهم في مهمتهم للجهاد.
حيث يتم استمالة النساء من خلال دغدغة العواطف واستخدام عبارات تستميل النساء مثل عبارات “أختي الكريمة”، “أختي العزيزة “،أختي في الإسلام” وذلكل خلقا للشعور بالانتماء والتضامن بين النساء.
وفي اماكن اخرى من الصراع يتم استخدمالاغتصاب أحيانا كتكتيك منقبل بعض المنظمات الإرهابية لعارالنساء إلى ارتكاب أعمال العنف المتطرف.
ففي العراق هناك بعض النساء اللواتي ارتبطن بمنظمات ارهابية اعترفن بتجنيد وتلقين وتدريب الإرهابيات الإناث، فضلاعن تنظيم اغتصاب النساء.
وبالتالي،تقوم هولاء النسوة بمهمة اقناع هؤلاء النساء بأن الطريقةالوحيدة للحصول على الخلاص وحماية شرف العائلة سيكون بإرتكاب هجمات انتحارية.
بالاضافة إلى ان الخوف من الاغتصاب يُقترف من اجل اجبار بعض النساء على الانضمام الى الجماعات الإرهابية.
ويرى بعض الباحثين في خفايا الارهاب وارهاصاته إلى ان النساء في مناطق النزاع والصراعات ينضموا أحيانا للجماعات الإرهابية كآلية بقاء حيث تعتقد النساء بان من يقدر على حمايتهن من الاخطار التي قد تحدق بهن هو الجماعة او التنظيم التي تنتمي اليه .
اذن ومن خلال ما سبق فإن المهمة الحالية في درء مخاطر انضمام النساء الى الجماعات الارهابية واقتراف التطرف والعنف تتمثل في ثني النسوة عن الانضمام او التفكير بالالتحاق بتلك الجماعات من خلال التركيز الاسري على مراقبة النساء والاستشعار فيما اذا كانت هناك سلوكيات وتصرفات تجعلنا نلتقط اشارة بان هناك اتجاهات تغيرت لدى النسوة تجاه المنظمات او الجماعات المتطرفة ، وهناك تفكير بالالتحاق بها او دعمها او تسهيل او نشر افكارها للقيام باعمال التجنيد او الدعم وتعتبر المهمة التي تُلقى على عاتق كل فينا مهمة جسيمة لان النسوة اذا ما التحق بهذه الجماعات سوف يكون لها اثار سلبية على الاسرة والمجتمع ، لان النساء دورها في المجتمع والاسرة هو دور تربوي وتنشئة اجتماعية سليمة ، فكيف اذا انحرفت عن المسار واخذت تتجه نحو التطرف والارهاب والعنف ، فان المجتمع برمته سيصبح عنيفاً متطرفاً ، وهذا الامر يتطلب نوعاً خاصاً من التأهيل واعادة التوطين في المجتمع لمن يسلك هذه المسالك الخطيرة .
