ميمي…وداعا / يوسف غيشان

ميمي…وداعا

بعد دقات الساعة الثانية عشر بقليل، وإعلان ولادة هذا اليوم الثلاثاء6\3\2018 ماتت قطتنا ميمي عن شيخوخة صالحة، قضتها في نثر الحب والروعة والجمال في أرجاء بيتنا.
ميمي احضرتها ابنتي توجان الى البيت، خلال عودتها من المدرسة بالتواطؤ مع شقيقتها الكبرى نيروز، قبل 14 عاما تقريبا ،..كانت توجان في الصف الثالث الإبتدائي،ونيروز في السابع.توجان الان في الجامعة سنة رابعة طب بيطري، لأنها تعشق الحيوانات، وتحمل احلاما رومانسية كثيرة وتسعى للتجول في أرجاء العالم لمساعدة الحيوانات الضعيفة ، وابنتي الكبرى نيروز متطوعة في اسبانيا ،فلم تجد عملا كريما يكفيها هنا، فذهبت لتحسين خبراتها وتعلم لغة جديدة والتطوع لقضايا انسانية …يعني واحدة تتطوع لقضايا حيوانية والثانية لقضايا انسانية، وزوجتي تتطوع لقضايا مالية….توفير الدعم المالي للبنتين، وهذا ما لا أقدر عليه ماليا، لكني متفرغ للطبخ وتعاطي الأرجيلة والمطالعة ومعط الحكي..
اربعة عشر عاما قضتها قطتنا في البيت ……كانت حجز الزاوية ونقطة الإرتكاز ..كنا نختلف ونتفق ….لكننا لم نختلف قط على حب ميمي، التي كانت توزع حبها على الجميع بلا محاباة، وكل واحد منا يشعر بأن هناك علاقة خاصة بينه وبين ميمي .
لم اعانق زوجتي وبناتي بقدر ما عانقت ميمي .
لم اقبّل احدا بقدر ما قبلت ميمي
لم ينم احد على كرشي بقدر ما نامت ميمي.
بعد أن عدنا من عند صديقنا جون طوال الذي حاول بكل اخلاص مساعدة قطتنا على تجاوز المحنة،ورفض تقبّل اي مبلغ مالي، حتى الأدوية رفض تلقي ثمنها. سهرنا على ميمي ، زوجتي وأنا، راقبنا شهقاتها وزفراتها، حتى وافتها المنية راضية مرضية….بكت زوجتي ..وما تزال.
اليوم صباحا دفنا ميمي في مراسم دفن مهيبة، تحت شجرة الغار الصغيرة،وها نحن نواصل الحياة، بعد ان فقدنا ميمي الرائعة التي لا تعوض.
الحياة تستحق أن تعاش رغم قسوتها.
قسوة الفراق سنتجازوها ونحن نستعيد الذكريات الجميلة مع ميمي.
ميمي علمتنا الحب بلا حدود، وما جمعته ميمي لن يفرقه احد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى