هل في القدس من في القدس إلا أنت؟

هل في القدس من في القدس إلا أنت؟
نداء أبو الرُّب
عندما أتأمل صور المرابطات عند المسجد الأقصى وهنَّ يقلبن طناجر المقلوبة الشهية في صحن كبير  فضي ويسكبن اللبن في صحونٍ بلاستيكية ليطعموا الرجال المرابطين أدرك أنَّ في القدس من في القدس لكنها لا ترى إلا هم، أدرك أننا بعيدون جداً عنها وأننا مقصرون في حقها كثيراً وربما بسبب ذلك لم ننل شرف العيش فيها والدفاع عنها وجهاً لوجه، يحق للمرابطين على أسوارها أن يرددوا قصيدة تميم بأعلى صوت، لأنهم ما غابوا عن ساحاتها يوماً وما خذلوها أبداً فستذكرهم أبد الدهر ويذكرونها، ويتلذذون في التعبير عن حبهم لها وكيف بكل إخلاص يعشقونها، ولكن مع إعلان القدس عاصمة لإسرائيل تطاول العدو جداً، وجبروته ووقاحته فاقت كل الحدود، زادت هتافات المستوطنين باقتحام الأقصى، كأنهم بعد خطاب ترامب شعروا بالأحقية المزعومة لعاصمة لم تكن ولن تكون يوماً لهم، فطابعها الفلسطيني العربي يعبّر عنها، وبائع الكعك الذي يقصده الجميع ليصنع لهم سندويشات البيض تشهد عربته على قدسية المكان وخلوه من بني صهيون فيما مضى من الأزمان، فبأي حق يقتحمون مسجدنا وعاصمتنا ونحن نجلس بكل حسرة هاهنا نحلم بزيارتها؟ كيف يعلنون أنها عاصمة من لا يستحق قدمها لهم من لا يملك؟؟
يا تميم…
قلتَ لنا في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلا أنت..
فما بال أعيننا تراهم عند أقصانا يتجمهرون 
يحجبون عنا ضوء الشمس يطالبون حناجرنا بالصمت..؟؟!
يغلقون الأبواب في وجوهنا يكتبون علينا صلاة على الأسفلت..؟؟
يطرقون رؤوسنا بعصاهم يتلذذون برؤية دمائنا 
يجبروننا على المكوث في البيت…؟؟
يا تميم…
 ما بالهم عن قدسنا لا يرحلون يكتمون على صدورنا
 يحرفّون التاريخ يتلاعبون بالوقت…؟؟
إني أراهم يسخرون من إصرارنا يأكلون الذرة باستهتارٍ
 لا يبالون بهتافاتنا وما نظهره لهم من مقت…..
يا تميم…
 قل لكاتب التاريخ رحل عنها الزنج والآفرنج والتتار والأتراك والفجار والنسّاك ولا زال اليهود يفترشون شوارعها كأنهم زِفْت…
قل له أن الكثير من الكبار خذلوا الأقصى كتموا كلمة الحق وبكل استسلام رضخوا لخطاب ترامب الملعون..
وما ثاروا لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وما بكت لأجل تهميش حقوق شعبنا العيون…
 أقصى اهتماماتهم حفلات الغناء وأزياء المشاهير وخلف بهرجات الفن الهابط يلهثون….
نامت ضمائرهم وغرقوا في سباتٍ عميق وفي كل مرة على خبر ضياع بلادنا يصحون..
يا تميم…. هل في القدس من في القدس إلا نحن؟
أعروبتنا في خطرٍ وكرامتنا تمزقت تحت عجلات الطحن؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى