الطلاب المبشرون بالجنة وثمن السكوت

الطلاب المبشرون بالجنة وثمن السكوت
د. حسام عودات

تجمّع زملائي بعد تخرجي من الجامعة لوداعي , فقد كنت أول المغادرين بعد غربة امتدت لسبع سنوات , وبقدر ما كنت فرحا لتخرجي وقرب عودتي للديار , فلقد انتابني شوق مبكر لهؤلاء المودّعين .
فقال أحدهم وقد لاحظ تشتت أفكاري ومشاعري : غريب يا حسام , طول مدة الدراسه ما عمرك تهاوشت مع حدا .
فقلت : إنني أعامل الناس كما أحب أن يعاملونني , فلو تصرّف أي إنسان على هذا النحو , فلن تجد له أعداء .
هز الحاضرون رؤوسهم معجبين بتلك الحكمة المسروقة , فتابعت قائلا : بعد كل هالسنين , صحيح إنه إنتو كلكوا عالعين والراس , بس إللّي إلهم مكان بقلبي بسّ خمسه .
انتفض الجميع بانتظار النتائج , ولكنني بقيت رافضا الإفصاح عن تلك الأسماء الخمسة .
فقال أحدهم وكان منفعلا : لازم تقول مين همّه هذول الخمسه , وانت اللي بديت بالموضوع ولازم تكمّل السولافه .
خشيت من العقوبات المترتبة على الإعتراف فقلت : همّو بعرفوا حالهم , ومش رايح أقول .
عندها قام شاب تونسي وكان قد تعلم القليل من لهجتنا الأردنية وقال : الله عمرك لا تقول , يعني همّو كاينين الخمسه المبشرين بالجنة.
كعادتي ( بحط نفسي بمواقف بااااااايخخخخخخخه ) ولم أتعلم من الحكمة التي تقول : الندم على السكوت , خير من الندم على القول .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى