شكرا لحسني الاستماع

مشاهدو التلفزيون الاردني مروا بثلاثة مراحل قبل الطلاق البائن البينونة الكبرى. وسميتها كذلك لانه حتى لو تزوج التلفزيون بعد طلاقنا منه فلن نعود اليه.المرحلة الاولى كانت مرحلة الصبر الجميل وهي ما قبل الفضائيات ولم يكن لنا بد من ذلك فاكثر ما كنا نستطيعه هو الهروب الى الزوج الثاني وهو التلفزيون السوري, وكنا كالمستجير من الرمضاء بالنار, او لنقل كالهارب من الدلفه لتحت المزراب في احسن الاحوال . وعندما ظهرت الفضائيات شعرنا بالتحرر الاعلامي ومع ذلك كنا نطل على التلفزيون بين الفينة والاخرى لنرى هل وصله خبر انتشار الفضائيات, كنا نتأمل ان يعود التلفزيون الاردني الى رشده ويستفيد ممن حوله من فضائيات ويوقن ان الناس ما عادوا مسلوبي الارادة. كنا نطل عليه وفي اعيننا عتب جميل لانه لم يدرك الثورة الاعلامية بعد وكانت هذه المرحلة الثانية. اما المرحلة الثالثة فقد انقسم الناس فيها الى قسمين القسم الاول آثر الهجر الجميل والتي كانت آخر عهدنا بالتلفزيون الاردني المغرم بالاغاني والمسلسلات المصرية وكأن مهمته الاولى نشر الثقافة المصرية لنقص الفضائيات المتخصصة في الموضوع. اما القسم الثاني من الناس الذين لا يرون انه من الوفاء ترك هذا الصديق القديم فقد دخلوا في ما يسمى بمرحلة “شكرا لحسني الاستماع” وهي ان يفتحوا التلفزيون الاردني ليلا و نهارا ولكن دون الانتباه اليه اطلاقا. واكثر ما تصلهم عبارة “شكرا لحسني الاستماع” وهم بين رجل مسن غاف او سيدة قلبها مطفي تحظر العشاء في المطبخ.بالمناسبة حسني الاستماع اخو فهمي الاقرع من امه.واسألوا كرمة العلي تشانها صاحية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى