ماذا بعد اندحار تنظيم الدولة وتحوّل الرقة لركام؟

سواليف

تناولت صحف أميركية الحملة الدولية بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية، وأشارت إلى اندحار مقاتلي التنظيم من مدينة الرقة السورية التي سبق أن اتخذها عاصمة له، وإلى تحوّلها إلى مدينة أشباح بعد أن لحق بها الدمار، وتساءل بعضها عن الخطوة التالية.

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب ديفد إغنيشاس قال فيه إن النظر إلى صور الشوارع المدمرة والخراب الذي لحق بمدينة الرقة بعد تحولها إلى أنقاض، يذكّر المرء بحجم القدرة العسكرية الهائلة التي تمتلكها الولايات المتحدة.

وأضاف أن أكوام الركام في الرقة -التي كانت حصنا وملاذا آمنا لمقاتلي تنظيم الدولة- تشهد الآن بوضوح على نوعية القوة الأميركية عندما تتدخل، وأنها توضح الفرق بين إستراتيجتي إدارتي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والرئيس الحالي دونالد ترمب بهذا السياق.

وأوضح الكاتب أنه رغم أن إدارة أوباما هي التي كانت لديها إرادة مقاومة هؤلاء الجهاديين في المقام الأول، فإن إدارة ترمب تتميز عليها بإعطائها القادة العسكريين في الميدان المزيد من السلطة، الأمر الذي ساهم في تسريع الحملة على تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا.

القومية الكردية
كما تحدث الكاتب بإسهاب عن تعقيدات الصراع في كل من سوريا والعراق في ظل الحملة الدولية بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم الدولة، وعن أدوار اللاعبين الخارجيين ممثلين في تركيا وروسيا وإيران والمليشيات المختلفة.

وقال إنه لم يكن لدى الرئيس أوباما إستراتيجية سياسية واضحة لما ستكون عليه سوريا أو العراق في مرحلة ما بعد التنظيم، وإن الشيء نفسه ينطبق تماما على الرئيس ترمب في هذا السياق.

من جانبها، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى الدور الذي لعبته قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة في أنحاء سوريا، وخاصة في المناطق ذات الأغلبية الكردية مثل الرقة.

وقالت إن رمز القومية الكردية يعلو في مدينة الرقة بعد اندحار مقاتلي التنظيم عنها، وإن قوات سوريا الديمقراطية تشعر الآن بأنها صاحبة السلطة في المدينة التي استعادة السيطرة عليها.

ضربة قاصمة
وفي السياق ذاته، أشارت مجلة نيوزويك إلى استعادة قوات سوريا الديمقراطية مدينة الرقة من سيطرة تنظيم الدولة، وقالت إن التنظيم تلقى ضربة قاصمة فيها، لكن قادة الائتلاف أنفسهم ليس لديهم خطة لمرحلة ما بعد التنظيم.

وأضافت أن القوى الغربية تريد محاربة تنظيم الدولة والقضاء على مقاتليه الأجانب على وجه الخصوص، لأنهم يشكلون خطرا على مجتمعاتهم في المستقبل، ولكن لا يبدو أن ما يحدث للمدنيين الذين سحقوا في هذه العملية يثير اهتمام أحد.

وتساءلت عن من سيكون مسؤولا عن إعادة الإعمار والبناء في هذه المناطق المدمرة في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة.

وأشارت إلى التحديات المختلفة التي تواجه مدينة الرقة المدمرة، وخاصة بعد أن دمر التنظيم النسيج الاجتماعي فيها على مدار السنوات الأربع الماضية.

وأضافت أنه يبدو أن التحالف أعطى الأهمية لإلحاق الهزيمة بالتنظيم على حماية السكان أو البنية التحتية للمدينة التي تحولت إلى ركام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى