المــــــــــهم اخــــــــــلاقنا / علي الشريف

المــــــــــهم اخــــــــــلاقنا

تابعت كل ما حدث بعيد مباراة الفيصلي الختامية امام الترجي التونسي في بطولة الاندية العربية وتهت ما بين شامت وما بين باكي وما بين متفائل لكن اكثر ما كان يلفت انتباهي الكلام والحديث عن الاخلاق الاردنية .
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحكاية الكراسي التي تكسرت في ستاد برج العرب بالاسكندرية ومن ثم توقيف ما يقارب من 30 مشجعا من مشجعي الفيصلي في السجون المصرية وبعد ذلك انهال البعض للحديث عن الاخلاق الاردنية وان ما حدث كان يجب ان لا يحدث من الفيصلي وجمهوره.
غريب امر الجماهير في بلادنا .. كلها تسال عن الاخلاق وتنادي بالاخلاق الاردنية فاين كانت هذه الاخلاق عند تكسير كراسي ستاد الحسن وتكسير كراسي ستاد عمان وستاد الملك عبدالله ووقت الشتائم والقاء الحجارة ,
اين كانت هذه الاخلاق الاردنية وقت الطعن باعراض اللاعبين والحكام والصحفيين والجماهير والاتحاد وكل ما يتعلق بالمنظومة الرياضية في بلدنا .
هل كانت الاخلاق الاردنية التي اصبح الكل يتبجح فيها باجازة امومة وطفولة وقت تلك الامور وانتهت اجازتها عندما تم كسر عدد من الكراسي في برج العرب بل ذبنا اخلاقا حتى خيل الينا ان جمهور الفيصلي ارتكب مذبحة في مصر لا يمكن ان تغتفر.
ربما يقول قائل ان الامر حدث خارج البلاد في وقت كان يجب ان نثبت فيه اخلاقنا الاردنية وهذا الامر مضحك نضرب بالهراوات ويتم التامر علينا جهارا نهارا وتسرق افراحنا واحلامنا ونتكلم بالاخلاق الاردنية.
في لبنان تم الاعتداء على جمهور الوحدات وسجن بعضه وخرجنا نتبجح بالصمت لاجل عيون اخلاقنا وفي مصر انهيت احلامنا بمؤامرة قذرة وتم سجن مشجعي الفيصلي وصرنا نسمع عن اخلاقنا…وعاداتنا وتقاليدنا.
وفي الاردن نسمع شماتة ليس لها اول وليس لها اخر بانديتنا التي تلعب خارجيا ونقول الاخلاق الاردنية والعادات والتقاليد وكل هالسوالف الطرمة التي لم تقودنا الا الى مزيد من الانهيار والضعف.
لماذا يفزع البعض شامتين ضد الفيصلي او الوحدات او الرمثا بعد اي خسارة لماذا بتنا نرى ربطا عجيبا بين قبول الظلم والاخلاق ولماذا اصبحنا نتبجح باخلاق جعلنا منها سدا في وجه الدفاع عن كرامتنا وحقنا في الحياة هل اخلاقنا الاردنية هي من علمتنا ان نشمت ببعض ونقف ضد بعض.
وبعيدا عن الرياضة يتم الاعتداء على شبابنا في شوارعنا من الضيوف ونسكت لاجل حسن الضيافة يتم سبنا جهارا نهارا ونسكت كرمال الاخلاق والعادات والتقاليد .. تشتمنا الفضائيات واعلامنا يا خزاة العين يتكلم بالمهنية تتدخل امريكيا بعظمتها لاجل مواطن امريكي بينما حكومتنا طالعة رحلة لو كان نصف الشعب مهان.
زئيف القاتل يقبل صديقته ونحن نعاق الدموع وكسر الخاطر ابناء الامن يقتلون بدم بارد بالشوارع فهل اخلاقنا الاردنية علمتنا هذا …..البلطجه اصبح لها حرس يحرسها فهل هذا الامر من عادتانا وتقاليدنا واخلاقنا.
لا يتوقف الامر عند الاخلاق بل اصبح البعض يتكلم بالكرامة … والهيبة والحيط المش واطي والسقف العالي ونحن قوم بعد لم نستطع ان نتوحد على كلمة سواء في رد مكروه عن بلدنا الا ببوست على الفيس بوك او فزعة الكترونية بل اننا نمارس جلد الذات باحترافية وبكل اخلاق …
لم تكن القصة يوما قصة اخلاق نتذكرها وقت ما نشاء وننساها وقت ما نشاء .. انما القصة اننا نحب ان نجلد انفسنا في اي وقت واي مناسبه ونحب عثرات بعضنا في كل شيء حتى اننا لا نحب ان نرى ناجحا واحب ما على قلوبنا ان يزداد الفاشل فشلا…متناسين ان لدينا قدرات يمكن ان تصنع المعجزات وان لدينا حق في الانجاز والفرح لكن ما يمنعه عنه هو اخلاقنا …وحيطنا المش موجود.
اخلاقنا تكون حين نتخلى عن نرجسيتنا حين نقتل الاقليمي والعنصري الصغير في قلوبنا قبل ان يكبر ويقتلنا حين نقف جميعا مع الفيصلي والوحدات والرمثا والجزيرة في مهامه الخارجية .وتسمو هتافاتنا على المدرجات وتكبر اخلاقنا وتسمو حين نرتقي بانفسنا عن بعض التفاهات والنزاعات الفارغة… حين ندفع الناجح لنجاح اكبر وحين ناخذ بيد الفاشل نقنعه ان جرب وندفعه للنجاح.
وتسموا اخلاقنا فوق الجراح حين نشعر بان لدينا حكومة معنية بامرنا لا معنية فقط برفع الاسعار وتتجلى اخلاقنا كثيرا حين نتعلم ان الوطنية هي ان نبني ونرتقي ونحمي وطنا ونكون ساعدا واحدا وقلبا واحدا لدينا هدف ان نرتقي ونتوحد لا ان نجلد ذاتنا في كل مناسبة وكل حدث.

ستكون اخلاقنا عالية وحيطنا مش واطي وكرامنا خط احمر حين نترك الفزعة ونعمل بالتخطيط والمسؤولية والحرص على ان تبقى العجلة تدور لا ان تصبح رحى يطحن الجميع تحته.
كل ما ذكرناه يا اخوان مش مشكلة المهم اخلاقنا وعاداتنا ويجعل لاحد صار عندو كرامة ويجعلنا نظل ملطشه للرايح والجاي المهم اخلاقنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى