لولا الملامة / يوسف غيشان

لولا الملامة

ما اشطرنا، نحن الاعاريب، في اطلاق الهجائيات ضد الآخرين، يبدو اننا احفاد نجباء لجرير والفرزدق والاخطل، ناهيك عن الحطيئة.
أشد ما يفلقني حينما اسمع عبارة ( التخاذل الاوروبي)، ويقصد فيه طبعاً الموقف الاوروبي المساند للفلسطينيين قليلاً ، لكنه ( يتخاذل) امام الضغوط الاميركية والصهيونية وهكذا ندين اوروبا اخلاقياً لانها تتخاذل في دعمنا مع اننا اكثر المتخاذلين في دعم انفسنا.
نريد من الخالق ان يحرر لنا فلسطين، ونحن مرميون على جواعد الانتظار والدعاء، دون ان نكلف انفسنا (شر) القتال او المبادرة.
وعلى ذات المنوال نلوم شعوب العالم قاطبة وليس اوروبا فحسب لانها لم تقاتل بدلاً عنا، ولم تحرر فلسطين بدلا عنا ولم تقض على الصهيونية بدلاً عنا. ولم تعد بناء فلسطين بدلاً عنا.
يبدو اننا ادمنا على التمتع بالألم (المازوكية) بعد ان خلطنا هذه العقده مع حيلة الاسقاط النفسي االتي نضع فيها اللوم على الآخرين، ليخرج منهما خليط عجيب لا يحتمله الا العرب ولا يدمن عليه إلا العرب:
• الفلسطينيون يلومون قياداتهم ، وقيادات منظمة التحرير تلوم حماس وحماس تلوم قيادات المنظمة وفتح تحديدا!
• الزعامات العربية تلوم شعوبها ، والشعوب تلوم زعاماتها !
• شعوب المشرق تلوم شعوب المغرب وشعوب المغرب تلوم شعوب المشرق ، والشمالات يلومون الجنوب ..وأبناء الخليج يلومون ابناء النيل والفرات.
• ان نلوم انفسنا وزعاماتنا وقياداتنا وأن تلومنا زعاماتنا وقياداتنا ..مفهومة ومقبولة ويمكن ادراجها في بند النقد الذاتي بعد الهزائم …!!
…لكن ان نلوم العالم لأنه لم يقم بدورنا؟؟؟؟؟ هاي فيها إن!!!!!!!!!!!!!!
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى