حوار قبل الخلود…
عاينه من بعيد واذ به رجل يكسوه السواد من اعلى راسه وحتى اصابع رجليه وقد لف نفسه بالمتفجرات والمفخخات يريد ان يفجر ويدمر وبعدها سيدخل الجنة،،، وقف العسكري بكل شموخ وثقة وقد ترجل من برج حراسته صارخا باعلى صوته (هون عليك فان الجنة لا تأتيك وانت تريد النار والدمار)…….
وقف الرجل وكأنه قد سمع كلاما لم يسمعه من قبل، فقد اعتاد على لهجة العنف والارهاب والدمار
العسكري:انا اعبد الله وقد وقفت هنا لاحرس بلدي واصون عرضي واهلي وشعبي،وانت تقتلني فمن له الجنة من بيننا؟؟؟؟؟!!!!!!!
المجرم:انا طبعا، انا اقتلك لانك مرتد عن الاسلام
العسكري:عجبا لكم ،القاتل يدخل الجنة والحارس في سبيل يدخل النار!!!!!!!
المجرم وقد صعقته اجابة العسكري: انا لا افهم ما تقول ولكني ساقتلك على كل الاحوال
العسكري:قبل ان تقتلني عليك ان تعلم اني اصلي واصوم واعبد الله حق عبادته واني لطالما حملت على ظهري الشيوخ والعجائز ،ولطالما مسحت دمعة الاطفال اليتامي ولطالما قدمت لهم الطعام والغذاء،ولطالما طارت قدماي بلهفة انقذهم من رصاصات كادت ان تقتلهم،ولطالما اشتقت لامي واهلي ولطالما ذرفت عيني حنينا لاطفالي الذين كدت انسى ملامحم واشكالهم ولطالما كنت احدث نفسي عن حياتي التي امضيتها وانا احرس في سبيل الله وانظر الى السماء التي كانت تلهمني وتعطيني القوة والصلابة،،،،،،،
تابع العسكري كلامه وقد غطت وجهه ابتسامة كأنه البدر اذا تهللل واستنار:
لعلي اشتم رائحة الجنة التي طار عبيرها حتى ملأ مني كل ما قام من جسمي وكياني،،،،،،،،،
فجر المجرم نفسه وقد طارت اشلائه الى الجحيم والهلاك المؤبد التام الى يوم القيامة،،،،
وقد زفت الملائكة شهيدنا الى فردوس الجنان ورحمة الرحمن الخالدة الى يوم القيامة،،،،،،،،
الرحمة على شهدائنا،،،،،
عدي الحنيطي
