سرقها جندي صهيوني .. هدية عمرها 60 عاما تبحث عن صاحبها

سواليف

قبل 60 عاما بالتمام والكمال أي في 30 اكتوبر/ تشرين الأول من عام 1956 شنت بريطانيا وفرنسا حربا على مصر، ردا على إقدام رئيسها الراحل جمال عبد الناصر على خطوة تأميم قناة السويس. وما لبثت إسرائيل أن انضمت للعدوان.
وفي تاريخ الحروب الإسرائيلية تعرف الحرب التي يطلق عليها العرب «العدوان الثلاثي» بـ «عملية سينا» أو «عملية كاديش».
واستمرت الحرب حتى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 1956 وانتهت بهزيمة المعتدين بفضل استبسال الجيش المصري ودعم الاتحاد السوفييتي له ومعارضة الولايات المتحدة للحرب.
في مثل هذا اليوم (اليوم الثاني من العدوان الثلاثي): استشهد ضابط مصري في سيناء خلال المعارك وتقدم من جثمانه جندي إسرائيلي وقام بتفتيش ثيابه وأخذ ما بحوزته من أغراض، من ضمنها كتاب العهد الجديد (الإنجيل) وهو كتيب صغير بحجم كف اليد. ويستدل من الكتابة بخط اليد في الصفحة الأولى من الإنجيل أن الجندي المصري تلقاه هدية من شخص موقع باسم «الأستاذ نخلة أبو سليمان نعمة الله» من بلدة «مينيا القمح» في محافظة الشرقية في مصر.
وكتب المهدي بخط يده في رأس الصفحة الأولى من الانجيل: «اذكر يا رب عبدك الغلبان». وأسفل هذا العنوان أضاف: «هدية وتذكار المحبة والإخاء».
لم يرد اسم الجندي المصري الشهيد ويبدو أنه من ذات المصرية البلدة ذاتها مينيا القمح وهي بلدة تاريخية في مصر، وكانت تعرف بـ «منى القمح» وفيها كثرت صوامع لتخزين القمح وتمتاز بوفرة آثارها.
من جهته كتب الجندي الإسرائيلي بخط يده بالعبرية على الإنجيل «ذكرى من حرب سيناء» واحتفظ به 40 عاما، ويبدو أن ضميره قد تحرك فسلمه قبل عشرين عاما لصديق كاتب هذه السطور من «كفر كنا» داخل أراضي 48 يوم عمل معه في سلطة الآثار. وبادر الصديق المذكور وقتها بتسليم الهدية «الإنجيل» لمراسل «القدس العربي» في الناصرة، وقد عثر عليه بالأمس، بينما كان يفتش في مكتبة منزله، عن كتاب مفقود مرتبط بملحمة «كفر قاسم» التي صادفت ذكراها الستون أول من أمس. وكانت إسرائيل قد نفذت جريمتها فيها في اليوم الأول من العدوان الثلاثي على مصر لتحجب حقيقتها خلف دخان المعارك في سيناء.
وتنشر «القدس العربي» هذه الكلمات مع صورة الإنجيل علّ رسالتها تساعد في بلوغ نبأ الهدية بلاد النيل وتشق الطريق نحو تسليمها لذوي الجندي المصري الشهيد.

القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى