الشعور الإنساني مع الفقراء / موسى العدوان

الشعور الإنساني مع الفقراء

في كتابه “حديث المساء ” يورد الكاتب المصري أدعم الشرقاوي القصة التالية وأقتبس :
” عاشت الأم وطفلها الصغير في غرفة متهالكة، في حياة متواضعة يأكلان من الطعام ما تيسر، ويلبسان من الثياب ما بلي. ومع أن ظروف الحياة كانت صعبة وطاحنة، إلا أنهما كانا قانعين بما قسم الله لهما. غير أن أكثر ما كان يزعج الأم سقوط المطر شتاء، فسقف الغرفة متهالك لا يمنع تسلل الماء. وكانت هذه السنة تنبئ بمطر غزير.

وحين تجمعت الغيوم في الصباح وامتلأت أجواء المدينة بالسحب الرمادية الكثيفة، أدركت الأم أنها ستواجه مع ابنها ليلة لم يشهداها من قبل. ومع ساعات الليل الأولى حانت اللحظة المرتقبة. صبت السماء سيولها على المدينة واندس الناس في بيوتهم، وانزوت الأرملة في زاوية من زوايا الغرفة. ونظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة، واندس في حضنها، ولكن ثيابها كانت مبللة بسبب قطرات المطر التي كانت تصيبها.
عندها أسرعت الأم إلى باب الغرفة وخلعته ووضعته بشكل مائل فوق الزاوية، وضمت ابنها إلى حضنها. فنظر الصبي إلى أمه وابتسامة الرضا تكلل ثغرة وقال : ماذا يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب ؟ ؟ ؟ انتهى الاقتباس.

* * *
التعليق :
1. في مثل هذا الجو الماطر والبرد القارس، هل يشعر الأغنياء مع الفقراء في حاجتهم للدفء، علاوة على افتقارهم للغذاء، بعد أن رفعت حكومة الملقي الدعم عن حاجيات المواطن الأساسية، وضاعفت الضرائب على جميع مستهلكاته ؟

مقالات ذات صلة

2. كم من طفل وكم من عائلة فقيرة في هذا البلد، تعاني مثل ما تعانيه تلك الأرملة وطفلها اليتيم، إلاّ أن المسئولين لا يعلمون ؟

3. لو أن الأثرياء ومن يشترون أرقام لوحات السيارات بمبالغ فلكية، يساعدون الفقراء والمحتاجين، في التغلب على مصاعب الحياة المعيشية، أليس في ذلك خدمة إنسانية ووطنية ترتقي بالمجتمع، ويكسب فاعلها الأجر والثواب من رب العباد ؟

4. أحبّ{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8](1). أن أذكّر أولئك الأثرياء المتخمون بقوله تعالى في محكم كتابه : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )، صدق الله العظيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى