الشارع / كامل النصيرات

الشارع

الناس تنتشر في الشوارع..تتراكض..تتسابق..سيارات تُزمّر ولا تعطي غمّازات ..! حين تنظر للمشهد عن بُعد يصيبك إحساس أن كلّ هؤلاء الناس بكلّ هذه السرعة والجديّة ذاهبون (للجهاد في الجبهة) ؛ أو خائفون أن تبدأ المعركة قبل أن يصلوا..!
الناس يقطعون الشارع وهم يتكلمون بالموبايلات..لا يلتفتون للسيارات..أكيد إنهم في حالة (خشوع) مع الطرف الآخر لدرجة عدم التركيز في الشارع..حتى إنك مرات كثيرة (تزمّر) لحالة الخشوع هذه ولا يستطيع الزامور ان يقطع خشوعه أو يلتفت نحوك قليلاً ..أو حتى يلمحك بطرف إحدى عينيه..!
الشارع يبكي مع الطفل إذا بكى؛ يضحك مع مها حين تضحك مع خلدون؛ يحزن حينما يسمع فؤاد يحكي قصته مع الحكومة؛ يضرب كفّاً بكف حينما يتعقد خليل ولا يريد أن يروّح للبيت؛ يرقص كلّ أنواع الرقص حين يتأكد أن مروة حققت واحداً من أحلامها الصغيرة؛ يصيبه المغص عندما يرى أحمد يبحث عن بقايا طعام في الحاوية؛ يصيبه الفرح مع سلمى؛ يعيش الكآبه من أجل رامي؛ يهرب نحو الدهشة إذا مرّ يومٌ دون عنف..! يشارك في كلّ قصّة فوقه ولكنه لا ينام مع النائمين..!
الشارع يعرفكم جميعاً ولكنكم لا تعرفونه.. إنه (هاردسككم) ولا يمكن (فرمتته)..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى