السعادة / حسين محمود حشكي

السعادة

علموهم صغاراً أن من يملك المال لايملك السعادة وأنه رغم مايملك لايقدر أن يأكل مايريد وأنه يشتهي حبة الفلافل ولا يستطيع أن يأكلها ، وعلموهم أنّ من يملك المال مريض دائماً ، وهو مستعد لدفع نصف مايملك أو كله لمن يساعده على الشفاء ، وعلموهم انّ أبناءه تحسبهم مجتمعين لكن قلوبهم شتى ، فكل فرد فيهم يحيا لنفسه فقط ، عاقين لآبائهم وأمهاتهم، قاطعين أرحامهم ، وعلموهم أو أرادوا لهم أن يتعلموا أن الفقير سعيد برغم مايكابد من الأسى الظاهري ، فهو يملك الصحة والقوة والعيال ، وهو يأكل مايريد وقتما يريد ، أبناؤه العشرة يحيطون به إحاطة السوار بالمعصم متجمعين متكافلين لايفرقهم مفرق ،،
الكبير فيهم يعطف على الصغير، والصغير يحترم الكبير ، والكل بار بوالديه على صلة بأخواته وعماته وخالاته ناجح ذكي ذو مروءه ،،،،
وبيتهم لايخلو من وردة في كأس ،، فهم لايعرفون اليأس ..
أي صورة نمطية ساذجة حاولوا أن يرسموها في عقولهم ؟!
هل كان كل ذلك خوفا من الحسد أو أن في الأمر مآرب أخرى؟ !!

هو الله سبحانه مالك الملك وكافل الرزق العادل بين عباده ، ماترك عبداً الا وأعطاه كما أعطى عبيده دون تمييز .. فالكل يحيا ثم يموت يضحك ويبكي ، يفرح ويحزن ، يسعد ويشقى ،
لكن الحكاية كلها تكمن في الأسباب ، فمسببات الفرح هي مانختلف عليه أما إحساس الفرح أو الحزن بذاته فهو واحد مهما اختلفت تعابيره وطرق الاحتفاء به ،،،
قد يفرح الفقير لوجبة غداء فرحاً يوازي فرح الغني بسيارة.
( احساس الفرح واحد وإن اختلفت الأسباب )

وقد يحزن الفقير لفقد دريهمات كمايحزن الغني لفقد صفقة .
( إحساس الحزن واحد وإن اختلفت الأسباب .. )

مقالات ذات صلة

قد يصاب الفقير بالهمّ لدين قليل
كما يصاب الغني بهمّ لنزول البورصه ..
( احساس الهمّ واحد وإن اختلفت الاسباب )

قد يصاب الغني بعسر الهضم كما يصاب الفقير بسوء التغذيه ..
( احساس الضيق واحد وإن اختلفت الاسباب . )

يموت الفقير بالمرض ويموت الغني بالمرض
( موت واحد وإن تعددت الأسباب)

طاولة وشموع واضاءة خافتة وموسيقى هادئة في مكان فخم لن يجلب هدوءاً واطمئناناً داخلياً ان لم يسكن الرضى في سويداء القلب ،،

رصيفٌ بحارة شعبية أمام قطعة خبز وقليل من الجبنة لن يجلب هدوءاً وطمأنينة إن لم نستشعر الرضى من دواخلنا.

ان ذروة عطاء الله للعبد هو الرضا
فابحث في داخلك واقترب من خالقك ومن قلوب الآخرين .. هل تشعر بالرضى ؟! إذن أنت سعيد ،،،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جميل ..
    مبحث السعادة مبحث عظيم وبرغم كثرة اطراقه بالقديم والحديث إلا أنه مايزال غضا طريا مايزال انسان بهذا الكوكب .. جميل ثم جميل ثم جميل. فحسب .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى