التّــــاكْسِــــي الأصّـــــفَر بَين فَكّـــي الشَـــيّطَانْ / د. فداء العبادي

التّــــاكْسِــــي الأصّـــــفَر
بَين
فَكّـــي الشَـــيّطَانْ
د.فداء العبادي

سطور تحكي الواقع …… .

قِيل أنّهُ لَمّا سَخّر “الله جَّل جَلالُه “الجِنّ للمَلِك سُليمَان نادَى المَلاك جبرائِيل: أيُها الجِنّ أجيبوا نبي الله “سُليمان بن داود” بأمر من الله تعالى ، فَخَرجتْ كُل أنّواع وأصّنافُ الجِنّ والشّياطين مِن سُودِ وشُقرِ ورقطٍ وبيضٍ وصُفرٍ وخُضرٍ وبِأشّكالِ غَريبَةِ ؛وفي خِلقَتِها مَزيجٌ بين الحَيواناتِ والبشرِ .

فَكانَ مِن أعّظمِهَا “بِليعَال” شَيطَانُ الفَسَادِ الذي عَاصَر (أبليِس)؛ أقدمُ الشياطِينِ على الاطّلاَقِ غَريبُ الشّكلِ والهَيئة بِجسَدٍ نصّفه رجلٌ والنصفُ الآخر امرأه . وذكِرَ في كِتاب “العهد القديم” ويعني “اللئيم او الخبيث ” . لذلك كان كُتّاب الأسفار المقدسة يلقّبون به كل من كان {ذميمًا ولئيمًا} لا يَخافُ الله ولا يَهاب إنسانًا, فعندما يُقال أولاد “بني بِليعال” يقصَد بها أولادُ الشّيطان (قضاة 19: 22؛ 1) .

مقالات ذات صلة

مِن هُنا؛ فقد بَات جَلياً أنّ سُلالَة بَني بِليعال لا زالَت تّعيثُ في طَبقة الفُقراءِ فَسادًا , تأبّى إلا أنّ تزيِد فّقرهم فّقرا , لِصالح جيوبِهم ومتنفذيِهم .
ففي ظل ما بات يُعانيِه “التاكسي الاصفر” منذُ فترة ليسَت بالقَصِيرة ,يرى المُتتبع لِمفارقات الحُكومة ممثلة بهيئَة قِطاعُ النقل سُخطها وحِقدها على “التاكسي الاصفر” مُتعمدة القَضَاء عَليه بكافة الوَسائِل والطُّرق , وكأن التاكسي الاصفر ” العّدو اللدّود الوحّيد لبني بليعال “, فهاهم سلالة بليعال يُقّوضون السِّلم بين المُجتمع ويرفعون وتِيرة العداءِ بين أفّراد التطِبيقات (أوبر وكريم ) و(الاصّفر ) وكل المُؤشرات الراهِنة توضّح فَشل الهيئة في الإصلاح , والأدهى من ذلك استغبائها لنا ,وإدّعائها نجاعة التطبيقات وهي في الحقيقة تخطت “إبليس وأخوته” بممارسة أبشع الجرائِم الاقتّصادية والمَالية وأبعّادها السِياسية ايضًا في حّق اولئِك “البؤسَاء ” سائِقي الاصفر وعَائِلاتهم . لقد زادتهم فّقرا وأوجَعتهم حّد “تَمني المَوت ” بدلًا مِن حَياة يحّكُمُها الفقّر والشّيطان.

باتوا مثالًا لِمقولة ” الأصفر يزداد فقرا , والشيطان لمصلحته يزداد غنىً” . فهم بين فكّي هيئة النقل الأوبرية الكَريمية -وقّسوة الحَياة بغلائِها ونقَمها. فمَن سَيُنصفهم ؟

وهل هنالك إسّتعارات أُخرى يُمكن تَأويلها حتى تعني ما تعّنيه تَخبُطاتِ هيئة بَني بليعال ضد التاكسي الاصفر ؟ – لقد أصبحت الحياة في أعّيُنهم سّيئة بِشكلٍ رائِع , عَزائِهم لأنفُسِهم في وطَنٍ يَحرِقُ مواطِنيه ليُرضِي أباليِسِه ِ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى