الزواج..وما معاني ومبررات ارتفاع نسب الطلاق اردنيا..رؤية تحليلية ؟

الزواج..وما معاني ومبررات ارتفاع نسب الطلاق اردنيا..رؤية تحليلية ؟
ا.د حسين محادين

(1)
التحليل العلمي والثقافي للزواج من منظور علم اجتماع الاسرة؛ يستلزم الاشارة الى الواقع الأردني الآخذ في تسارع إعداد حالات الطلاق فيه وبكافة انواعة؛
ا- الشرعي عبر المحاكم أو الخُلع”الفداء”.
؛ ب- العاطفي بين الزوجين .
ج- او ما يعرف بالخرس الزواجي وهو الأكثر انتشارا هذه الايام في أسرنا الاردنية، الامر الذي يتطلب من الباحث الاكاديمي هنا ،ضرورة رصد وتحليل العوامل المؤثرة في فرص استمرار أو تحطم الرابطة الزوجية اردنيا، انطلاقا من المرحلة التي تسبِق عقد الزواج ؛ وأثناء قيامه؛ وما بعد حدوث الطلاق بين الزوجين، وتأثيرات ذلك كله على كلِ من :- – منظومة القيم الأسرية والمجتمعية الأردنية وعلاقة ذلك بخطورة ذبول مؤسسات المجتمع، وتدني مدى قدرتها على الأستمرار كجزء من البناء الاجتماعي والتنظيمي الواجب المحافظة عليه في مجتمعنا الأردني واهمية التنبه إلى تحول الطلاق إلى مهدد للبناء الاجتماعي حال استمرت ارقام الطلاق بالارتفاع.
( 2)
حري بالتذكير هنا؛ أن ثنائية الإنسان وسِمات شخصيته، رجلاً اوامرأة، هما انعكاس واضح لخصوصية بيئتهما، من حيث :-
ا- نوعية خبرات التي تشربانها في حقبة طفولتهما .
ب – نوعية تنشئتهما الفردية داخل اسرهما، حوارية أم تسلطية؟.
ج- كيفية نظرتهم الى أجسادهما كأفراد من الجنسين، وهل تم تربيتهما عليه في طفولتهما، على اساس احترام أو العداء مع غرائز أجسادهما من طعام وشراب ، وتوعبتهم المتدرجة على أن الجنس جذر اساس وسام ِ في مسيرة حياتهما كمشاريع لاحقة للزواج ، وان الحفاظ على النوع البشري يتم عبر طريق وحيد وهو إشباع غرائزهما الجنسية بطرق شرعية عند زواجهما اولا؛ويأتي بعدها مهمة الإنجاب حفاظا على ديمومة النوع البشري وبالتالي الحفاظ عا الاستمرارية المجتمع والانسانية؛فهل لدينا عزابا المتزوجين مثل هذا الوعي والثقة في الإفصاح عن مدى وعينا ؛ وجرأتنا في تربية أنفسنا كمتزوجين على هذه الحقائق وبالتالي ضرورة بثها لدى أولادنا وبناتنا العزاب رغم معرفتنا المسبقة لأنهما مشاريع للزواج لاحق
..فلماذا لا ننقل مثل هذه الحقائق العلمية والحياتية لهما وبتدرج حسب مراحل نموهم ووصولولهن النضج…وما مدى خطورة عدم قيامها بنقل هذه المعارف لهما..؟.
(3)
من الواضح أن جذر السلوك الدافع لارتفاع نسب الطلاق الخطيرة في مجتمعنا الأردني هو نوعية ومدى وعي كلا الزوجين بفلسفة الزواج، ومبرارته،وبقدرة كل منهما في النجاح بأداء ادوار تشاركية جديدة عليهما كزوجين لصالح الأسرة لتنظيم جديد عليهما معا، خصوصا وأن الخبرات التي تسبق الزواج تكون ضعيفة لدى كل منهما عن فلسفة الزواج وحجم حرية اختيار كل منهما لشريكة، وبحكم نوعية الثقافة والعادات المتتابعة التي لا نزولهم بخبرات معرفية وسلوكية متوازنة عن الزواج..الأمر الذي يجعل من أغلب حالات الزواج أقرب إلى “الفجأة” منها إلى النضج المتدرج لدى الزوجين وأهليهما بذات الوقت.
اخيرا..
تمثل الثقافة الجنسية والمهارات العلمية فيها لدى كلا من العروسين عامل اساس في نجاح أو إخفاق الروابط الأسرية إضافة إلى مدى التوافق بين الزوجين تفضيلات كل منهما للجنس الآخر، دون ان ننسى أن أدوات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا بكل ما وفكرته من حريات فردية للجنسين، وما تضخه من نماذج جسدية واغوائية كجزء من الاستهلاك النظري وإضعاف من علاقات زوجية قد ساهمت ضمنا في بناء علاقات متعددة وسريعة خارج مؤسسة الزواج التي تتمتع وخصوصيتها الدينية والرواية غالبا في عالم متسارع الأحداث ونادى الصدق في المشاعر بين الجنسين.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى