بدء التشغيل التجريبي لقطار الحرمين بين مكة _ جدة _ المدينة / فيديو

سواليف

انطلقت أول رحلة رسمية تجريبية لقطار الحرمين من جدة إلى المدينة المنورة بعد عدد من الرحلات التجريبية العادية، التي دامت ما يزيد على العام بين محطتي المدينة المنورة ومحطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

في حين بدأت الرحلات التجريبية بين محطة جدة ومحطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في الأسبوع الماضي. واختيرت محطة جدة كمحطة الانطلاق للرحلة الرسمية الأولى، التي تضمنت ٣٨٠ شخصاً على رأسهم نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر، ووزير النقل سليمان الحمدان، ووزير الدولة الإسباني لشؤون البني التحتية والنقل والإسكان خوليو غومث.

في حين كانت محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، هي محطة الوصول والانطلاق لاستكمال الرحلة إلى محطة المدينة المنورة، وبسرعة القطار القصوى التي بلغت ٣٠٠ كيلومتر في الساعة.

في حين استقبل نائب أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سعود بن خالد الفيصل، الوفد المشارك في الرحلة الرسمية الأولى، وشاركهم رحلة العودة من محطة المدينة المنورة إلى محطة جدة.

وقال وزير النقل سليمان الحمدان في تصريحات صحافية على هامش الرحلة: «إن تسارع خطوات إنجاز هذا المشروع الوطني، الذي يعد من أضخم مشروع نقل في الشرق الأوسط»، مضيفاً أن المشروع بمثابة إضافة نوعية لمنظومة النقل في المملكة، ومتسقاً مع رؤية المملكة ٢٠٣٠، التي نصت على تسخير طاقاتنا وإمكاناتنا لخدمة ضيوف الرحمن، من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لمنظومة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، ومن ضمنها خدمات النقل ليصل عدد ضيوف الرحمن من ٨ ملايين إلى ٣٠ مليون معتمر بحلول ٢٠٣٠، وتصميم المشروع جاء موافقاً لأحدث المواصفات العالمية للسكك الحديدية السريعة، كما تتوافر فيه افضل معايير السلامة والجودة، ومن المتوقع أن يسهم تشغيل القطار بكامل طاقته في نقل أكثر من ٦٠ مليون راكب سنوياً.

من جهته، قال رئيس هيئة النقل العام ورئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور رميح الرميح: «إن إدارة المشروع سعيدة بنجاح التجربة التجريبية للمشروع الذي يربط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة»، مشيراً إلى أن قطار الحرمين سيلعب دوراً رئيساً في إنشاء نظام سكك حديدية شاملة وحديثة.

وبين أن تدشين الخطط الجديدة سيسهم في تخفيف الضغط والحد من التلوث والازدحام على الطريق بين المدينتين المقدستين، كما يوفر خيار نقل أكثر أماناً وأسرع وأكثر راحة.

وسيقوم قطار الحرمين السريع بنقل الركاب من مدينة مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مروراً في مدينة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ويبلغ إجمالي طول الخط ٤٥٠ كيلو متراً، ويوفر تصميم السكة الحديدية الجديدة وسيلة نقل سريعة ومريحة وآمنة للمسافرين مروراً بمدينتي جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، إذ من المتوقع أن يتم تشغيله خلال الربع الأول من العام ٢٠١٨، ويعد المشروع في مراحلة النهائية بعد تجهيز ٣٥ قطاراً كل قطار يحتوي على ١٣ عربة بطاقة استيعابية ٤١٧ مقعداً مجهزة بأفضل وسائل الراحة، ليعمل وفق أحدث نظم التشغيل العالمية وسيربط محافظة جدة بمكة المكرمة عبر خط مزدوج طوله ٧٨ كيلو متراً، وهو ما سيختصر المسافة بين المدينتين إلى نحو ٢١ دقيقة عند التشغيل النهائي، وسيختصر المسافة إلى نحو أقل من ساعتين ونصف الساعة بين مكة والمدينة.

المرافق:

تم تصميم محطات القطار إضافة إلى المبنى الرئيس وصالات للقدوم والمغادرة إلى مسجد ومركز للدفاع المدني، ومهبط للطائرات المروحية وأرصفة وقوف القطارات، وانتظار الركاب ومواقف للسيارات قصيرة وطويلة الأمد، إلى جانب وجود صالات لكبار الشخصيات ومحال تجارية ومطاعم ومقاهي، فيما تم ربط المحطات بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات.

يذكر أن محطة مكة المكرمة تقع على المدخل الرئيس لمدينة مكة المكرمة في حي الرصيفة، على مساحة تزيد على ٤٤٧ ألف متر مربع، وتبعد عن الحرم الملكي الشريف نحو ٣ كيلومترات بينما تقع محطة المدينة المنورة في مدينة المعرفة الاقتصادية على طريق الملك عبد العزيز بمساحة تقدر بنحو ١٧٢ ألف متر مربع، ومحطة جدة الأولى بوسط المدينة في منطقة السليمانية بمساحة إجمالية تقدر بنحو ٤٦١ الف متر مربع، والمحطة الثانية في مطار الملك عبد العزيز الدولي في حين تقع محطة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بالقرب من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية kaust وبمساحة ٢٧٤ ألف متر مربع.

وروعي في تصميم محطات مشروع القطار الطابع المعماري المحلي والإسلامي، وتوفير المساحة المناسبة لخدمة آلاف المسافرين يومياً، إذ تشمل هذه المحطات جميع المرافق والخدمات اللازمة لاستيعاب وإدارة الإعداد الكبيرة من المسافرين مع توفير جميع وسائل الراحة والرفاهية.

«الصافرة» الأولى بأيد سعودية

< الصدفة وحدها قادت كابتن الرحلة التجريبية الرسمية الأولى لقطار الحرمين عبدالله الأحمدي لهذه المهنة، التي تعد مهنة مستحدثة في سوق العمل السعودية، فمن خلال إعلان وظائف لمشروع قطار الحرمين قبل ما يربو على أربع سنوات، كان هو من أوائل الذين التحقوا بها. وذكر عبد الله الأحمدي كابتن الرحلة في حديثه لـ«الحياة» تجربته في قيادة أول قطار ما بين مكة والمدينة بالفريدة، مشيراً إلى أنه كان من ضمن ٢٥ شخصاً تقدموا للتدريب والعمل كسائقين للقطار ضمن خطوات وتدريبات مكثفة خارج السعودية وداخلها. وزاد: «كان الجزء النظري لمدة ست أشهر داخل السعودية، والقيادة والتجربة كانت في إسبانيا لمدة ست أشهر أيضاً، واستغرقت فترة التقديم والاختبارات والتدريب والتطبيق حتى البد في مزاولة سواقة القطار أربع سنوات»، وتابع: «تم تطبيق ساعات تدريبية لنقل مسافرين في إسبانيا». ووصف عملية التدريب وقيادة القطارات بقيادة الطائرات، ومن خلال هذه التجارب تمت تصفية المتقدمين من ٢٥ إلى ١٠ سعوديين يعملون في مشروع قطار الحرمين. وعن الشروط الواجب توفرها في قائد القطار أوضح أن السلامة الصحية والعقلية من أساسيات شروط القبول وإجادة اللغة الإنكليزية، مشيراً إلى وجود اختبارات دورية لتحليل الدم والنظر والسمع، ولا يشترط وجود مؤهل علمي معين ولكن في المستقبل، تكون هناك اشتراطات خاصة بالمؤهل العلمي. وأرجع طول مدة التدريب إلى تعدد الشركات وتداخل مهماتها، عدا ذلك يعول على الجيل المقبل من قائدي القطارات تعلم علوم جديدة في ظل تطور قطاع القطارات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى