د . ابراهيم العموش .. ترامب قال القدس .. فماذا يعني ؟

سواليف – ؤصد

كتب الوزير السابق الدكتور ابراهيم العموش تعليقا في صفحته الشخصية في فيسبوك حول قرار الرئيس الامريكي دونالد ترمب بنقل السفارة الامريكية الى القدس واعتبار القدس عاصمة لاسرائيل ,
منشور العموش جاء تحت عنوان ” لم يقل ترامب “القدس الغربية” وانما “القدس” ” فكتب

لم يقل ترامب “القدس الغربية” وانما “القدس” وهذا قد يعني القدس الغربية التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1948 والقدس الشرقية (القدس القديمة) التي استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967. بمعني ان (القدس الموحدة) هي عاصمة اسرائيل كما يراها الرئيس ترامب، وهذا يعني أن:

1- قرار ترامب خرق واضح لاعلان واشنطن عام 1994 الذي رعته أمريكا والمتضمن أن القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائي.

2- قرار ترامب خرق لاتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية (اتفاقية وادي عربة) التي رعتها أمريكا والتي نصت صراحة على أن وضع القدس يخضع لمفاوضات الوضع النهائي.

3- قرار ترامب خرق لقرار مجلس الأمن رقم 242 المتضمن انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967 ومنها القدس الشرقية (مع ملاحظة أن النص الانجليزي للقرار يوجب الانسحاب من “اراض” عربية وليس “الاراضي” العربية وأن “أل” التعريف اسقطت قصدا على ما أعتقد)

4- قرار ترامب خرق لتفاهمات أوسلو (التي رعتها أمريكا) التي نصت على أن القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائي.

5- قبول اسرائيل وترحيبها بقرار ترامب خرق واضح لاتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية (التي اعتادت اسرائيل على خرقها) والتي نصت في المادة التاسعة منها على أنه “عند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي (للقدس) ستولي اسرائيل اولوية كبرى للدور الاردني التاريخي في (الاماكن الاسلامية المقدسة) وذلك تماشيا مع اعلان واشنطن”.

وبالنتيجة:

1- ما هو واقع الدور الاردني الآن على الأماكن الاسلامية المقدسة بعد أن تجاوزت اسرائل شرط “انعقاد مفاوضات الوضع النهائي” بالنسبة للقدس، وبالتالي قبولها بقرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لها؟ وهل أمام هذا الواقع المخالف لكافة القرارات الدولية ولاتفاقية وادي عربة، وهل امام اعتبار القدس (وليس القدس الغربية فقط) عاصمة لاسرائيل، هل سيبقى للاردن دور في رعاية المقدسات الاسلامية التي تقع في القدس الشرقية؟.

2- ليس صحيحا ما قاله الرئيس ترامب من ان الزعماء الامريكيين الذين سبقوه لم يتخذوا القرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل كان ضعفا منهم، وانما الصحيح هو أن أمريكا التي تبنت دور الراعي للسلام في الشرق الاوسط وكانت راعيا للسلام بين الاردن واسرائيل وبين اسرائيل والفلسطينيين، التزمت بأن لا تعترف بالقدس كعاصمة لاسرائيل الا بعد انتهاء مفاوضات الوضع النهائي لمدينة القدس وان الزعماء الامريكيين الذي سبقوا ترامب ادركوا ذلك وهو ما لم يدركه الرئيس ترامب.

بالنتيجة، فإن قرار ترامب واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل اعتمادا على مبرر ضعيف وغير شرعي متمثل بإن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل انما هو اعتراف بأمر واقع، أعتراف ترامب وكذلك قبول اسرائيل وترحيبها بقرار ترامب يعد خرقا واضحا لقرارات مجلس الأمن واعلان واشنطن واتفاقية وادي عربة وتفاهمات اوسلو علاوة على ضرب كل الاصوات الدولية المنادية بعدم الاقدام على هذه الخطوة عرض الحائط.

على كل حال، لن يقبل العرب بالقدس الشرقية الا عاصمة لدولة فلسطين ولن يقبل الاردن وقيادته الهاشمية بأقل من ذلك.

ماذا نفعل والحال هذه:
1- الأمة العربية في الوقت الراهن في أوج ضعفها وتمزقها، ونكذب على أنفسنا إن قلنا ان بإمكاننا أن نخوض في المدى المنظور حربا لاعادة الأمور الى نصابها الشرعي.

2- علينا اللجوء للمحافل والمحاكم الدولية للطعن بقرار الرئيس ترامب لمخالفته لقرارات الشرعية الدولية. وقد يقول قائل أن هذا لن يرغم ترامب على التراجع عن قراره، وهذا صحيح ولكن علينا أن لا نترك العالم يصل الى القناعة بأننا قد نسينا القدس الشريف وأننا قد قبلنا بزعم الأمر الواقع الذي أسس الرئيس ترامب قرار الاعتراف عليه. فلن يضيع حق وراءه صاحب له يطالب به.

3- لا مصلحة لنا كأردنيين أو فلسطينيين في مقاطعة أمريكا أو قطع العلاقات معها أو معاداتها كردة فعل على قرار ترامب. يجب أن نكون واقعيين وأن لا نرمي بأنفسنا في التهلكة.

4- رغم خرق اسرائيل لمعاهدة السلام مرات ومرات ورغم عدم احترام الرئيس ترامب لها، ومع الاحترام لكل من يطالب بإلغائها، فإنني أرى أن في الغائها ما يضر أكثر مما ينفع (وأن في الابقاء عليها دفع لضرر أعم بضرر أخص وبضرر أشد بضرر أخف).

هذا مجرد رأي وقراءة لواقع الحال، ولكل من يخالفني الرأي كل الاحترام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى