ليلة العقرب
كانت الساعة العاشر ليلا واكثر الناس فيها نيام … تسللت الى المكان عقرب غادره لتصيب قدمي اليسرى، يبدأ صراخي وعويلي …. تهرع والدتي الي تتحسس الاصابه وجدتي بيدها ضوء الكاز تستفسر عن هذا الضجيج الذي يملاء المكان. ارتباك ورعب اصاب والدتي … جدتي تقدم رايها الطبي الذي منحها اياه الخبرة و التاريخ … قبل ذلك سالتني عن لون العقرب ولا اعرف سبب السؤال عن لونها…
ثم طلبت جدتي من والدتي بان تحدث جرحا عميقا في مكان الاصابه لاخراج السم…. وكذلك فعلت والدتي ،اما انا ففي قرارة نفسي الم شديد يتخلله أمل في ركوب سيارة الفورد الخاصة بوالدي والذهاب الى الطبيب ومشاهدة معالم جديدة، يعني بمعنى اخر رحلة سياحه وعلاج …. بل سرحت في ابتسامات وضحكات الدكتور علي الضيافلة الطبيب الاشهر في المنطقة.
كان والدي يغط في النوم بعد يوم طويل من العمل… هنا يفيق من نومه اثر الضجيج الذي حل في المكان مستفسرا عن الحدث…. هنا تخبره جدتي سريعا انني اصبت بلدغة عقرب وان العلاج ياخذ مجراه وكانت العقرب متوسطة الحجم ولونها اصفر.
كنت انتظر ان يقول لي “البس برجلك” حتى اخذلك للحكيم…. لكن قال بكل ثقة من هنا للصبح اذا ما اتحسن وضعك باخذك للحكيم …المهم الصبح صحيت من النوم ولقيت ابوي يشرب شاي وامي تخبز وجدتي تضرب عالمهباش .
قعدت قبال ابوي على امل يسالني عن لدغة العقرب …. كنت حاطط ببالي اجاوبه “والله ما نمت من الوجع” ، بس للاسف طلع ناسي الموضوع … المهم صب الي كاسة شاي واعطاني نص رغيف خبز (كورن فلكيس) ومصروف خمس قروش وحكالي “بس ترجع من المدرسة تنزل على المزرعه عندنا شغل كثير”.
حاولنا تجربة الحالة مع ابنائنا في حالة اصابتهم باصابات بسيطه كارتفاع حرارة وكحه وحساسية … لكننا فشلنا فشلا ذريعا ولم تنجح اية محاولة. لابد من زيارة الطبيب مرات ومرات ولا مجال للانتظار حتى يتنفس الصبح. فاصبحنا في حالة ان الطبيب جزء من العائلة فما عاد الطب المنزلي يجدي نفعا .
بالرغم من الاجراءات الاحترزية المنزليه، من مياه صحيه واكل صحي وملابس صحيه واحذية طبية بس ما في فايده.
