ما عاد زيت ” وصفي ” للفقراء .. بات أعطيات للذوات

سواليف – فادية مقدادي

مادام السراج فيه زيت، خلوه ضاوي

كلمات خالدة للشهيد الخالد بإذن ربه وصفي التل رغم غياب الجسد لم تغب عن ذاكرة الأردنيين .. كلمات ستظل تعيش فينا ومعنا ما دام فينا أردن يسكن القلوب .
بيديه غرس زيتون بيته في الكمالية ، وبيديه حرث أرضه ، وأزال العشب من حول سيقانها ، وبيديه سقى ونكش وسمّد ورعى .

وبعد استشهاده تولت رعايتها زوجته سعدية التل رحمها الله حتى وفاتها ، وأوصت بعدها ان تتحول الدار الى متحف منذ عام 1998 ، أما زيتون وصفي فكان يوزع منذها صدقة جارية عن روح الشهيد على فقراء الأردن حسب الوصية ، وهو ما تم تأكيده عبر قرار اللجنة الوقفية في وزارة الأوقاف

مقالات ذات صلة

ولكن ….

وحسب الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أنس صويلح أكد أن المتحف كوقف غير تابع للوزارة وانما الجهة الوحيدة المشرفة عليه هي أمانة عمان الكبرى .

امانة عمان باعتبارها صاحبة الولاية والإدارة على متحف الشهيد ( منزله ) والمزرعة المحيطة به قامت في هذا العام بتوزيع المحصول على “أصحاب الذوات” ، وكانت حسب تسريبات في الأمانة قالت ان الموسم هذا العام لم يكن جيدا ، ليتفاجأ المواطنون بزيت الشهيد وصفي معبأ في عبوات فاخرة ، داخل صناديق فاخرة ، ومكتوب عليها …” إهداء من ارض متحف الشهيد وصفي التل وسعدية التل ” …!!
أمانة عمان قالت انه سيتم تخصيص مبالغ نقدية على الفقراء بدلا من الزيت الذي تعودوا عليه كل عام بسبب قلة المحصول …!
أي مبالغ مالية ستكون بديلا عن زيت الشهيد يا صاحب الأمانة ..؟
الشهيد حبيب الفقراء .. ونصير الفقراء .. وابن الحراثين ورمز الأرض والمحراث ، فكيف تطاولتم على رمز الأردنيين ، وعلى وقف الشهيد ؟
زيت الشهيد لا يستحقه الذوات حتى لو عبأتموه في قوارير من فضة أو ذهب ، زيت الشهيد لمن سيظل الشهيد رمزهم وعنوان انتمائهم للأرض والوطن وترابه .

نقطة زيت من زيت الشهيد في فم فقير هي أعظم من كل أعطياتكم لمن لا يستحقها ، أعطيتم ما لا تملكون لمن لا يستحق ، ومنعتم الحقوق عن أصحابها ، وخالفتم شريعة الله أولا وشريعة الوطن ثانيا وشريعة الوفاء ثالثا وشريعة الذكرى الخالدة التي لم تمت يوما ولن تموت .
ارفعوا أياديكم عن إرث نصير الفقراء ، وليوزع بقارورة فخار على من يستحقونه وأصحابه ، ونحن في غنى عن قواريركم الفاخرة .

إلا وصفي يا عليّة القوم ويا أصحاب الذوات .. إلا وصفي .. لن تشوهوا ذكراه أبدا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يالذكراك العطره ايها الخالد فينا ما بقينا،زيت وصفي وقف للفقراء وليس ديكور للعرض ، قم يا ابا مصطفى يا حبيب الله وحبيب المساكين وانظر لحالنا ولحجم مديونيتنا ولحكوماتنا التى افقرت الناس وعذبت الفقير..وتطاولت على قوتنا ونحن لانملك الا القليل واقل القليل، زيت وصفي زيت مقدس …لا تقربوه، انه امانه للفقراء وما اكثرهم، ولا اقول الا عجزت النساءان يلدن مثلك

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى