الرزاز والعملية الكبرى / د. عساف الشوبكي

الرزاز والعملية الكبرى
بعد تشخيص الأمراض بشكل دقيق وبعد قرار إجراء العمليات الجراحية ، يعمل أطباء التخدير على تخدير المرضى لإجراء العمليات ثم يأتي دور الجراحين ليجرون العمليات التي غالباً ماتكون ناجحة اذا كان التشخيص دقيقاً وغرفة العمليات مجهزة ونظيفة ومعقمة خالية من الجراثيم ومؤهلة ومؤثثة بالاجهزة والمعدات اللازمة. وكان الجراح حاذقاً ونطاسياً بارعاً ومعه مساعدون من ذوي الاختصاص المهرة يعملون مع رئيسهم بروح الفريق الواحد ويعرف كل واحد منهم حسب اختصاصه عمله المناط به والمهام المسندة اليه بدقة ويكون الهدف الكبير للجميع إنجاح العملية وعند النجاح يفرح الجميع ويصفقون وأهل المريض معاً رافعين كلهم شارة النصر.
في وطننا المريض بالنخب الفاسدة ، معظم رؤساء الحكومات مزدوجو الجنسيات ومتعددو الولاءات ، يستقوون بالأجنبي ومسلوبو الإرادة ومحدودو الصلاحيات ومعادون للناس وغير مؤهلين للقيادة وأطباء ناجون في تخدير الشعب الاردني الطيب وجراحون فاشلون في اجتثاث علله وامراضه والتخفيف من آلامه ومعاناته وهم لاعبون على الحبال ومراوغون ومجانبون للحقائق وخانعون لصندوق النقد والبنك الدولي ، ومحترفون في الاقتراض الذي أوصل الوطن الى حافة الهاوية ، ومتميزون في مهادنة الفساد اذا لم يكونوا من أقطابه ورؤساء نواديه ، ويلجأون دائماً الى تغييب الحقائق وترحيل الأزمات ،ناهيك عن الفِرق والمجموعات التي تعمل معهم من الوزراء الذين تدور عليهم الكراسي والمناصب والمكاسب والذين لا يعملون الا لمصالحهم على حساب مصلحة الوطن ولغناهم على حساب فقر الشعب وافتقار وافقار الدولة ووافقوا على قرارات وخطط وبرامج الخصخصة وبيع ونهب ثروات البلاد ومؤوساتها الناجحة بموافقة مجالس ( ثقة ) الفاسدة المزورة التى تبصم على الورق الأبيض لأعداء الوطن وآكلي خيره.
الآن والجميع ينتظر تشكيل حكومة الدكتور عمر الرزاز هل ستكون الحكومة المنتظرة مثل سابقاتها ام ستكون مختلفة وعند أمل المواطنين المحبطين بها وهل سيحسن الرزاز الاختيار وقبل ذلك هل سيسمحون له بإختيار وزراء حكومته ام ان مراكز القوى ستفرض لاعبين لها وزراء غصباً ويسحب بساط الولاية العامة منه كما سابقيه، هل سيقبل ام سيرفض ؟ وهل هو يستطيع ان يرفض؟ وهل سيكون الرزاز مُخدِراً او مخدَراً ام سيكون جراحاً ماهراً ويعمل بانسجام مع فريق مؤهل وقوي ونظيف ويستأصلون معاً وبمساندة الجماهير ورم الفساد الكبير من جسم الوطن المنهك ويصفق الشعب معهم للإصلاح وبنجاح العملية الكبرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى