إدلب قد تكون حلب ثانية

سواليف – قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن الآلاف الذين غادروا المناطق الخاضعة للمعارضة في حلب بعد هجوم ساحق للحكومة قد يواجهون نفس المصير في ملجأهم الجديد خارج المدينة.

وأوضح دي ميستورا إن وقف الأعمال القتالية في مختلف أنحاء سوريا ضروري لتفادي معركة شرسة أخرى كتلك التي شهدتها حلب.

وحذر المبعوث الدولي قائلا للصحفيين في جنيف «ذهب كثيرون منهم إلى إدلب التي يمكن أن تصبح حلب التالية.»

واتجه الآلاف من اللاجئين من حلب إلى إدلب مما أثار مخاوف من احتمال تحول المدينة الواقعة في شمال غرب سوريا إلى حلب أخرى.

وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن الحرب لا زالت بعيدة عن نهايتها وإن قواته ستزحف إلى مناطق أخرى تابعة للمعارضة.

وعبر النازحون من حلب عن خشيتهم من نقلهم إلى إدلب وكان دبلوماسي أوروبي كبير قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن الإجراء سيناسب روسيا الداعم العسكري الرئيسي للأسد «لأنك ستضع كل البيض الفاسد في سلة واحدة.»

وقال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن استعادة السيطرة على حلب بالكامل يمثل انتصارا يشاركه فيه حلفاؤه من الروس والإيرانيين.

ومن المتوقع مغادرة آخر مجموعة من المدنيين والمسلحين في الساعات الأربع والعشرين المقبلة مع سيطرة الجيش السوري وحلفائه على المدينة بالكامل في أكبر جائزة في الحرب المستعرة منذ نحو ستة أعوام.

وفي تصريحات أدلى بها بعد اجتماع مع وفد إيراني رفيع قال الأسد إن الانتصارات الميدانية «خطوة أساسية في طريق القضاء على الإرهاب في كامل الأراضي السورية وتوفير الظروف الملائمة لإيجاد حل ينهي الحرب.»

ونفذ سلاح الجو الروسي المئات من الغارات التي دكت المناطق الخاضعة للمعارضة في حلب بينما نشرت فصائل مسلحة مدعومة من إيران بقيادة جماعة حزب الله اللبنانية الآلاف من المقاتلين لقتال المعارضة في المدينة.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمس إن الضربات الجوية الروسية في سوريا قتلت 35 ألفا من مسلحي المعارضة ونجحت في وقف سلسلة من الثورات في الشرق الأوسط.

وخلال لقاء لقادة كبار في الجيش الروسي لاستعراض الإنجازات العسكرية لروسيا فيما يبدو قال شويجو إن تدخل موسكو منع انهيار الدولة السورية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إنه تم إجلاء المزيد من المقاتلين ليلا من شرق حلب إلى مناطق خاضعة للمعارضة بموجب اتفاق بين الأطراف المتحاربة.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر كريستا أرمسترونج «خلال الليل بين الأربعاء والخميس في إحدى آخر مراحل الإجلاء تم إجلاء أكثر من 4000 مقاتل في سيارات خاصة وعربات فان وشاحنات بيك آب من شرق حلب إلى ريف حلب الغربي بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الأطراف المختلفة.»

وأضافت أنه بهذا يصل إجمالي من تم إجلاؤهم حتى الآن من المنطقة إلى نحو 34 ألفا في عملية استغرقت أسبوعا عرقلتها الرياح وتساقط الثلوج بغزارة.

وقالت أرمسترونج «عملية الإجلاء ستستمر بقية اليوم والليلة وفي أغلب الظن اليوم (الجمعة). ولا يزال من المتوقع إجلاء الآلاف.»

وقال أحمد الدبيس وهو عامل إغاثة يقود فريقا يقوم بإجلاء المرضى من حلب «معظمهم عم يتوجه باتجاه مخيمات أو عند أقاربهم أو بيوت إيواء.

«الأوضاع الإنسانية جدا صعبة بمناطق شمال سوريا لأنه هي بالأصل منطقة ذات كثافة سكانية عالية بسبب إنه فيها نازحين من كل سوريا.»

ولن يتوجه المغادرون لحلب إلى محافظة إدلب في جنوب غرب حلب فحسب وإنما إلى قرى في ريف محافظة حلب الذي يقع إلى الغرب والشمال من المدينة وتعرض لقصف شديد أيضا.

وقال أحمد قره علي المتحدث باسم جماعة أحرار الشام التي تشارك في مفاوضات المغادرة إن «أعدادا كبيرة» تبقت وإن من الصعب تقدير عدد المتبقين لكنهم «بالآلاف».

ولا تزال عملية إجلاء مئات الأشخاص الآخرين من قريتين تحاصرهما المعارضة قرب إدلب ونقلهم إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب جارية في إطار الاتفاق الذي سمح لقوات المعارضة بالانسحاب من المدينة بأسلحتهم الخفيفة.

وقال مسؤول معارض آخر إن عاصفة ثلجية شديدة هبت على شمال سوريا فضلا عن ضخامة أعداد المدنيين المتبقين كانت من بين العوامل التي أبطأت عمليات الإجلاء.

وقال منير السيال رئيس الجناح السياسي لأحرار الشام «أعداد المدنيين وسياراتهم إضافة للطقس جميعها عوامل تجعل عملية الإجلاء بطئية» مضيفا أنه يتوقع أن تكتمل العملية قبل عصر الغد إذا «سارت العملية بهذه الصورة الروتينية.» والجيب الصغير الذي يفرون منه هو كل ما تبقى من قطاع كانت تسيطر عليه المعارضة وضم نحو نصف المدينة قبل أن يتعرض لحصار في الصيف. ومع استمرار القصف لشهور انهارت خدمات الإنقاذ والخدمات الصحية.

وتعرضت حلب التي كانت في وقت من الأوقات مركزا اقتصاديا مزدهرا للدمار خلال الحرب التي أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص وأوجدت أسوأ أزمة لجوء في العالم وأدت إلى صعود عصابة داعش الارهابية.

و قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أمس إن موسكو لا تبحث مستقبل الرئيس بشار الأسد في محادثاتها مع إيران وتركيا.

واجتمع وزراء خارجية ودفاع روسيا وإيران وتركيا في موسكو يوم الثلاثاء واتفقوا على العمل من أجل التوصل لاتفاق سلام جديد بشأن سوريا.

وقال دي ميستورا إن وقف الاقتتال في أنحاء سوريا يمثل «أولوية وحديث أطراف إقليمية مثل تركيا وروسيا وإيران مع بعضهم بعضا إنما هو شيء جيد.»

رويترز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى