الرزاز بين نظريتي “تنفيس الشارع” وأردوغان أو مهاتير .. وزميل قديم يكشف بعض اسرار شخصية الرئيس

سواليف

يصوغ الشارع ورئيس الحكومة الطازج الدكتور عمر الرزاز أطر علاقة جديدة ومختلفة منذ اليوم الأول الفعلي للأخير، حيث اتخذ القرارات وبدأ بالتعهدات الواضحة. يحصل ذلك في حين يزداد المشككين والمتوجسين من قدرة الرجل على التغيير الحقيقي.
رئيس الحكومة وبعدما صمت ليومين منذ تكليفه، اتخذ الخطوات المطلوبة منه وبصورة مُرضية وتوحي بالحكمة، ليبدأ بعدها ترسيم شكل العلاقة بينه وبين الشارع بطرق مختلفة وجديدة، لا تعتمد على تغريدات على “تويتر” فقط، فالرجل تحاور مع الجهات المطلوبة وعقد مؤتمراً صحفياً ومقابلة تلفزيونية، ثم تواصل مع شاب سأله ان كان الاردن سيصبح كما يريد وهل سيأتي يوم يشيل (يستبعد) الهجرة من رأسه ويحب البقاء بالبلاد.
إجابة الرزاز عبر تويتر وللشاب مباشرة: “يا قتيبة نعم شيل الهجرة من رأسك … بس كون مبادر وبمشاركة الجميع سنحقق ما نريد لنا وللأجيال القادمة إن شاء الله.”
تعليق واحد وتواصل مع شاب واحد بالاضافة للتصريحات في الشارع، فبدأ الشباب يتساءلون ان كانت لديهم حالة “أردوغانية” (نسبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وهو محبوب جدا في الاردن)، او حالة تحاكي مهاتير محمد (رئيس وزراء ماليزيا)، نسبة التفاؤل الشبابية بالرجل عالية، وهو ما يضيف عليه عبئاً هائلاً في الفترة الحالية.
بعض الأردنيين، بالمقابل، “استكثروا” بأنفسهم شعورهم بالفخر، ومعظم الاجيال الاكبر من الثلاثينيات كما رصدتها “رأي اليوم” اعتبرت الرزاز الشخصية المثالية، ولكن ليس للانجاز وانما راهنوا على ان الرجل جاء لـ “تنفيس” الشارع والاحتقان وانه لاحقا لن يستطيع فعل الكثير.
الجانبان يضعان عبئاً ضخماً على الرزاز، المشتبك الان في معركة أخرى عنوانها “ترسيم” وجوه الفريق الجديد، في وقت تبدو فيه التوصيات له ببعض الاسماء كثيرة وكبيرة، و”المستوزرين” في المشهد الاردني اكثر ويشملون- مع رجل بثقل الرزاز- الموالاة والمعارضة، وهنا معركة مبكّرة ثانية يخوضها الرجل، ويخشى عليه منها كثر.
أحد المقرّبين من الرئيس اكد ان بعض وزراء الحكومة السابقين سيبقون في مناصبهم، ورغم ان اي اسم منهم سيكون عبئاً كبيراً على الرجل الا انه يبدو “يُبقي اسماء محدودة” لضمان عدم “كسر العلاقة” مع مؤسسات مختلفة من صاحبة الوصاية التاريخية على مجلس الوزراء في السابق، وكون الرزاز ذو خلفية مدركة جيداً لما يجري في اروقة القرار، على ما يبدو سيحتفظ بثلاث اسماء “اقل ضررٍ” على فريقه، وان لم يكونا كذلك في الحقيقة.
أحد زملاء الرزاز في الفريق السابق، يتحدث عن الرئيس بأمرين اساسيين: الاول الاخلاق والقدرة على التعاطي مع الجميع، والثاني -وهو ضروري التنبه اليه الان- ان الرجل لديه القدرة الهائلة على التركيز في عمله دون ان يلتفت كثيرا لعمل الاخرين، بهذا المعنى يؤكد ان الرزاز قد لا يكون عملياً قد تنبه لمساوئ الفريق القديم الحقيقية، فهو كان منشغلاً بانجاز مهمته الخاصة.
معركة التشكيل المستعرة اليوم تنتظر الحسم من الرزاز، والحديث عن “حكومة رشيقة” هو تحدٍّ بحد ذاته، حيث لا أحد يمكن أن يتنبأ اي الوزارات ستدخل ضمن “حِمية” الرئيس وايها سيعتبرها اساسية، وضرورية، فمثلا اول ما يخطر ببال اي شخص ان الرئيس سيتخلى عن “نوابه” في الطاقم، ولكن التوجهات حتى اللحظة تضمن الابقاء على جمال الصرايرة نائب الرئيس الاسبق وهو ايضاً منضمٌّ لطابور الكسالى سلفاً، من وجهة نظر الشارع.
يحصل كل هذا وينغمس الكل في تحديد توجهات الاردن المقبلة في الداخل، في الوقت الذي يقف فيه البلد امام حقيقتين عالميتين ضخمتين اليوم: أولاهما انه تحت مجهر المؤسسات الدولية ودول الجوار والمحيط كنموذج جديد ومختلف بحاجة دراسة وقراءة ومساعدة، وهذا بحد ذاته يمكن تحويله لفرصة ضخمة، ويشكل عبئاً بالوقت ذاته على الحكومة الجديدة.
الحقيقة الثانية ان الرئيس الجديد امامه تحديات ضخمة وكبيرة في الاقليم بمجرد انتهاء شهر رمضان الحالي، سواء على حدوده الشمالية والتي قد تشتعل في اي لحظة اذا ما اشتعل الجنوب السوري، او في حدوده الغربية وترتيبات صفقة القرن المتوقع والمفترض اعلانها بعد العيد. بهذه الصورة فالحكومة الجديدة “محصورة تماما” في الوقت للتشكل والتموضع ونيل الثقة واتخاذ الاجراءات ومراقبة الاقليم. وكل هذا يجب ان يأخذ مجراه السليم خلال اقصر مدة ممكنة.

فرح مرقة – راي اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى