الديمقراطية المُتناوب على اغتصابها عربيا..

الديمقراطية المُتناوب على اغتصابها عربيا..
ا.د حسين محادين

* صحيح أن مفهوم الديمقراطية
” وهي أنثى بالمناسبة”منذ ظهورها بداية واعتمادها في الحضارة اليونانية القديمة إلى أن
أصبح لها اشكال متعددة من الممارسات في العالم، بُحجة خصوصية هذا المجتمع أو ذاك البلد ، انما تهدف في المحصلة، إلى تحرر ارادات الناخبين وتوجيهها بكامل الحرية والانتظام لصالح من يُمثل الناخبين حقا عبر صناديق اقتراع شفافة، ودون ايّ إكراه،وهذا ما يقود في المحصلة إلى التناوب السياسي على إدارة السلطات الدستورية المُفترضة بسلمية مؤسسية متواصلة .
* واليوم نشاهد ما الذي قادته الديمقراطية الحية في كل من “أسرائيل المُحتلة التي حاكمت رئيس حكومتها وهو غير “مُلهم” كما الحال عند العرب/ العربان بالمناسبة؛وقد أجريت فيها انتخابات مرتين اي في إسرائيل، وفي طريقها إلى الثالثة، دون اي تدخل او انقضاض لجيش الاحتلال لديهم على السلطة بحجة حفظ الأمن مثلا، ومع هذا بقيت دولتهم الاسرائيلة “الكافرة” ذات الديمقراطية المترسخة متوازنة وواثقة رغم انها المحتلة لجزء من هويتنا”.
ونشاهد ايضا، كيف سيُحاكم الرئيس الأمريكي ترامب قانونيا وديمقراطية لأنه سياسي مثل أخرين وانه ايضا غير ملهم بالأصل ، وهي اي أمريكا كما يتشدق جُلنا دولة “امبريالية وعدوانية وديّنا ناقصا، وأخلاقها المهتزة لدى أصحاب هذا الراي ووووو..و غير هذه الوصوفات او الهجومات الى أخر سمفونية الطفولة السياسية والإعلامية والحياتية العربية البائسة من اصحاب هذه الأطروحات من تداول قاصر لهذه المفاهيم المزعومة ، سواء لدى الانظمة الرسمية أو لدى المراهقات الشعبية عربيا.
وليس ببعيد عن متابعتنا هذه الانتخابات البريطانية الثالثة يوم امس خلال خمس سنوات فهاهو حزب العمال يُخفق وبكل روح ديمقراطية في الانتخابات مقابل فوز حزب المحافظين ليُقرر الانجليز ديمقراطيا لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واتفاقية برزخت بإرادة المواطنيين الكاملة عبر صناديق الاقتراع فقط وتعبيراتهم عن مصلحة بلدهم دون غيرها من الامور .
* عربيا ما زال العرب حكاما المحكومين يتناوبون على اغتصاب الديمقراطية الانثى وسلطاتها اليومية،عبر الانتخابية الهشة لدينا عربا ومسلمين؛ والسعي الرسمي المنحرف للحيلولة دون ممارسة الديمقراطية الحقة كغيرنا من شعوب العالم المتقدم، مرة بحجة التجريب لها، ومرات أخرى أن هزيمة العدو المحتل أولى من تطبيق الديمقراطية في هذه الظروف الاستثنائية المستمرة منذ بدء ظهور العرب تاريخيا، ولعل الموجع هو قول الرسمين العرب المتسللين في حروب التاريخ الدموي وصراع القبائل في القرن الواحد والعشرين في وطن ثري بالثروات ، وردة أن المسؤولين العرب متوافقة على مقولة خطيرة وممارسة دوريا؛ لنُزور الانتخابات إرضاءً للغرب المعولم صوريا أمام الكاميرات المزورة التي تبث للغرب صوريا، في حين نصمت ونتنازل مُنتخبين عن وعينا ومصالحنا لصالح من هم غير مؤهلين أو مؤتمنين، والسلطات الرسمية هنا أو هناك يا للوجع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى