أعان الله أهل الصين
قبل سنوات ذكر احد الأساتذة أن أهل الصين إذا خطو جميعا ثلاث خطوات بانتظام فسيتسببون بزلزال مدمر للكرة الأرضية! ولا ادري دقتها، أم إنها مبالغة لتبيان حجم السكان الهائل.
قبل يومين حاول احد معلمي الفيزياء ممن يحملون درجة الماجستير إقناعي أن الأمريكان والروس كاذبون وان قدم الإنسان لم تطأ القمر وان كل ما حدث كان جزء من الحرب الباردة، وحاول أن يفهمني الفرق بين الوقوف على القمر والدوران حول مداره.!
في الوقت الذي كانت مدارسنا تعلمنا أن الذرة اصغر جزء في المادة كان العالم قد صنع عشرات القنابل الذرية فإذا بهذه الذرة تنشطر وتسبب دمارا اكبر مما يمكن أن يحدثه مسير أهل الصين لا بل هي كفيلة بمحوهم عن الأرض.!
قبل سنوات كانت مناهج التعليم في الوطن العربي زاخرة بذكر الخطر الذي تشكله الصهيونية كحركة عنصرية إرهابية على الأمتين العربية والإسلامية، وما أن زار السادات القدس حتى خَفَتَ الحديث عنها وتدريجيا صارت تسمى إسرائيل وها هي اليوم تنشر خيرها في كل بلاد العرب تقاتل للقضاء على الإرهابيين الإسلاميين وتتبرع ببناء المدارس وصناعاتها وخضرواتها تملأ الأسواق، لا بل إن بعض الدول صارت تذكر القدس كعاصمةٍ لإسرائيل.!
أعان الله أهل الهند والصين فعدد الأديان عندهم يزيد على (250) ديانة ويتحدثون بما يقارب (440) لغة، ويشكلان معا أكثر من 40% من تعداد سكان الأرض، هو أمر يشكل عبئا ثقيلا على الدولتين ومع ذلك فقد غزت صناعاتهما العالم، بل هم في مصاف الدول الأكثر تقدما اقتصاديا في العالم .
فما بالنا نحن العرب؟ حيث لا يزيد مجموعنا عن (350) مليون في العالم ونتحدث لغة واحدة بلهجات تتعدد لكنها عربية، لدينا انهار وبحار، ونمتلك اكبر ثروة نفطية عدا جبال الذهب المكنوزة، والغالبية العظمى تدين بدين واحد، ومع ذلك نسير من سيء إلى أسوأ.!
الجواب سهل سره الأم وأمنا مصر سر انهيار الأمة على كل الأصعدة، ولعل عقوق الأبناء للأم زاد من عمق ضعفها وتردي الأحوال، حين تكلمت بذلك قالوا: ما اغباك أما زلت تقول الأمة العربية ؟ قلت نعم، قالوا نتحداك أن تعرف من هو زوجها ومن أي صلب جاء أبناؤها؟ .
في الأردن اجتمع بعض الناس في خيمة بعد أن أدركوا أن سكان الفيسبوك يتحدثون بسبعة ملايين لغة، وأن لا دين يجمعهم، في هذه الخيمة تحدثوا عن صعوبة الأحوال في بلادهم، وكادوا أن يتفقوا، ولا ندري ما الذي حدث بدقة حتى عادوا وتفرقوا، لا بل أن سكان الفيسبوك زاد انقسامهم بعد أن هدمت الخيمة ورحل الظعن وبقيت الظعينة (الزوجة) تنتظر عودة زوجها، وقد رأيتها تكتب على صفحات الفيسبوك نداءات استغاثة أن يعيدوا لها زوجها ناشرة له صوراً بكل الأوضاع حتى أن بعض الصور مخلة بالشرف، وها هي الزوجة معرضة للقصاص، وقيل ان زوجها فر للهند أو الصين .
خلاصة القول أعان الله أهل الصين وجمعهم على كلمة سواء علهم يخطون خطوتين أو ثلاثة فيزلزلون الأرض ويعلمونا أن الإنسان أقوى من القنبلة الذرية وأنه وصل المريخ وليس القمر فقط وأن الصهيونية سر ضياع الأم.
