انتخابات طلبة الأردنية .. تطور معقول / عمر عياصرة

انتخابات طلبة الأردنية .. تطور معقول

اجزم ان نظام انتخابات مجلس طلبة الاردنية الجديد، القائم على التمثيل النسبي للقوائم المغلقة، كان سببا رئيسا في تجنب اي انفعالات او مشاجرات عشناها في الاعوام الماضية.
بداية معقولة لإخراج الطلبة من انتماءاتهم الاولية الجهوية، ليرحلوا بها نحو الهم الطلابي والانتماء الوطني، فرغم ان الجهات والعشائرية كانت حاضرة الا ان منسوب الرأي بدأ بالصعود.
لست مفرطا في التفاؤل، وادرك ان الجهوية حاضرة وكذلك الامن، لكن ما يلفت النظر ان ثمة ثقافة بدأت تتسرب نحو تقديم مقاربات اقناعية اكثر منها مناطقية.
هناك تطور في اداء قائمة الاسلاميين (اهل الهمة)، فالادبيات واللغة والتحالفات، تشي بتطور نوعي عنوانه التشاركية والهم الطلابي والوطني كذلك.
كذلك كتلة ( نشامى ) التي اعتقد انها بديل عن توجه (وطن)، اظهرت مسافة معقولة عن الخطاب البيرقراطي الامني التي اعتدنا عليه في السابق، ولعل ثمة بذورا لتوجه وطني قد ينضج داخل القائمة.
هناك قوائم جهوية عبرت عن المناطق، ولعل تجذر التجربة، وطريقة ادارة الجامعة لها، سيكون له اثر في توجيه هؤلاء الطلبة اكثر نحو الافكار.
اما قائمة عودة، فرغم انها تمثل طرفا كان في السبعينات والستينات، لاعب اساسي في العمل الطلابي السياسي، الا ان تجربة اليوم منقلبة على ذلك الارث، ومنضبطة اكثر بالتعليمات المؤمننة، وهنا تظهر الحاجة لمزيد من التحرر.
في فرنسا مثلا، قانون العمل الذي قدمته الحكومة، وقف ضده طلاب الجامعات؛ لأنهم المتأثرون به مستقبلاً، وهذا دليل على الاشتباك المنطقي مع قضايا استشرافية طلابية، مما يدل على ان الطلبة لاعبون رئيسون في الخاص الجامعي والعام الذي يرسم مستقبلهم.
وهنا اؤكد على ضرورة ترك الطلبة مع تجربتهم، دون تدخل وتأثير، فهؤلاء يعرفون مصلحتهم وقادرون على تطوير انفسهم ادواتهم.
في المحصلة، انتخابات الاردنية الاخيرة كانت معقولة، وجنبتنا مساوئ العنف الجامعي، واتمنى ان يهتم الطلبة الذين تم اختيارهم بالهموم الطلابية، مع تشبيك واقعي مع هموم المجتمع وقضاياه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى