الخيل لغارات ما بتنمسك من أذنابها

الخيل لغارات ما بتنمسك من أذنابها

المحامي خلدون محمد الرواشدة


لي جارة اسمها “أم عماد” ، وهي خفيفة الدم والظل . وأحيانا تستوقفني للحديث ، انا أحب أحاديث هذه السيدة ، بصراحة يعجبني عمق اللهجة البدوية – بحكم الزواج – وتعجبني أصالة “الكال” في حديثها .
أمس تحدثنا من خلف السور لمدة ساعتين ، رغم انها قالت لي تفضل يمه ، الا اني اخبرتها بأني مستعجل ، لذا مرت الساعتين رغم عجلتي بدون أن أشعر .
تحدثنا عن العمل وعن الحياة ، وعرجنا على الأحداث التي تدور هنا وهناك ، وأعطتني نصيحة لعلاج القرحة التي أرهقتني . لكنها أخفت دمعة حارة عندما سألتها عن عماد ، وقالت : ” بحكي معي بس السنة مش جاي ” .
للعلم أم عماد مزعوجة من قانون المالكين والمستأجرين وخائفة من ارتفاع الأسعار المبطن ، ويعنيها بقاء أسعار الكهرباء والمشتقات النفطية على حالها . وهي مهتمة بالربيع العربي وتغويها المسلسلات التركية ، وهي حزينة أيضا على خروج “يوسف عرفات” من أراب أيدول ، وبرأيها أن هناك موامرة حيكت على ” دنيا بطمه ” .
أم عماد لا تقرأ ولا تكتب ، ولكنها ست بيت مرتبة ، وهي خبيرة متمرسة في صنع ” الدوالي ” و” المسخن ” ، تتابع الأخبار من الملل ، وتسمعها من باب ” تطير الزهق لا أكثر .
حاولت في غمرة الحديث سؤالها عن رأيها الشخصي في ما يجري على ساحتنا الداخلية وطريقة التعامل مع المواقف التي تدور هنا وهنا .
أفحمتني بالجواب رغم أميتها ، رغم جهلها في السياسة وعدم علمها ، قالت لي “يمه يا خلدون في مثل بقول :
” الخيل لغارات ما بتنمسك من أذنابها ” .
أم عماد …. صباحك سعيد يا خالة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى