الخوف

الخوف
محمد طمليه

انا خائف، ويزداد خوفي كلما رأيت شرطيا، او سمعت زعيق ” سيارة الإسعاف”، أو زارني جار جديد للتعارف والمجاملة..

لماذا تكون الحياة العامة غير مستساغة الى هذا الحد؟ من المؤكد انني المسؤول عن الانكفاء ذلك انني لا اخرج من بيتي الا للضرورة القصوى، وهذا يحدث مرة واحدة في الشهر. مرة واحدة في السنة.
ولكن، لماذا احبس نفسي؟

انه الخوف كما قلت.. غريزة الاختباء.. الآخرون. يقول ” سارتر” : ” الجحيم هو الآخرون”. وانا ” آخرون” من وجهة نظر غيري، ولكني اتحدث عن نفس الان.
” الجحيم هو الآخرون”..

مقالات ذات صلة

الحبيبة حتى وان بدت وديعة للوهلة الاولى. امي حتى وان غسلت جواربي المتسخة. اصدقائي حتى وان قرعوا بابي مرارا وتكرارا. العابرون في الشارع حتى وان تظاهروا بأنهم منشغلون في أمور شتى : كل هؤلاء جحيم متكامل..
ولكن لماذا احبس نفسي؟

الشوارع مخيفة. مبنى الجريدة نقطة حدودية يداوم فيها زملاء بأقنعة على الوجوه. والليل يرتدي الزي الأسود الموحش. والقنابل تتدلى مثل عناقيد الموز عند بائع الفواكة والخضار. ورجل ما يتابعني ويرصدني في طريق العودة الى المنزل..
انه الخوف…

احتمي بنوافذ مغلقة، وابواب مغلقة، وروح مغلقة. ولكن، لا يبارحني الخوف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى