اصلاح تعليمي ام دعوة الى الأمية ! / كمال الزغول

اصلاح تعليمي ام دعوة الى الأمية !

شهد الاردن في السنوات الأخيرة ثورة بدون نهضة على كيفية حساب ونزاهة العلامات في الثانوية العامة متناسية هذه الثورة الاصلاح التعليمي المنهجي وكيفية ادراج الوسائل الحديثة في التعليم وكيفية تنشئة جيل منذ الصف الاول لوضع لبنة متينة يمهد الى اصلاح تعليمي قوي ،مع العلم ان السياسات العامة للدولة الاردنية تشدد وبكل قوة على اهمية المدرسة واهمية التربية والتعليم في اخراج جيل منتمي ومحب للوطنه .
الحكومات المتعاقبة مع وزير تربية ثابت في ارائه ركزت على العلامة وطريقة تعاطي الامتحانات اكثر من ايلاء اهتماماتها على الجهد التعليمي والمنهاج القويم ، حيث بدأت معركة تصفية على الدوري التعليمي خلصت فيه المؤسسات التعليمية الى تصفية الفرق الكثيرة الى فريق واحد حكمه الوحيد هو العلامة الترجيحية التي ساهمت في تراجع الانخراط في المدارس وعدم متابعة جميع المراحل من قبل الطلاب ، سيف العلامة في التوجيهي قصم ظهر الآباء والمجتمع في آن واحد ، الآباء وجدوا ابناءهم الراسبين وحتى الناجحين الرابضين بين الخيط الابيض والاسود من الفجر عبئا لا يطاق خاصة واننا في مجتمع عربي لايقل فيه عدد افراد العائلة عن خمسة افراد، والمجتمع وجد نفسه أمام مجموعة تريد الانخراط ولكنها لا تجد ما يلهمها لتتماشى مع هذا المجتمع.
ان رسوب ما لا يقل عن نصف الطلاب في الثانوية العامة ينبيء بمعضلة اجتماعية ان لم تجد الحكومة اطار تضم فيه هؤلاء الطلاب تضمن فيه تنمية بشرية تجعلهم يتقدمون تعليميا لكي ينخرطوا في مجتمع متماسك والا سنكون أمام سياسية تجهيلية مع تقادم سنوات التصفية لدوري العلامات الذي تعودنا عليه في سنوات تعليمية عجاف لم نجد تفسيرا لرؤيا منفذيها ! ، الملفت للموضوع في غياب مجلس النواب في ظل حكومة بدون رقابة تشريعية لم نر اي تصريح عن اي خطة مستقبلية لتفادي الأمية وتبعاتها المطلقة: الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
قد تدافع المؤسسة التعليمية عن نفسها ولكن يوجد من الحجج ما يؤجج النفس حزنا وألما حيث ان المؤسسة التعليمية لم تراع قدرة اهل القرى وابناء موظفين الدولة العاديين على دعم ابنائهم دراسيا وذلك بوضعهم في مدارس خاصة لكي يجتازوا التصفيات التي تدرب عليها غيرهم من الأغنياء ، وهنا لا نريد ان نحاجج المؤسسة التعليمية ولا نتهم احدا، لكننا نبحث عن حل يرضي الجميع فإن احدى مدارس القرى في الاردن كانت نسبة النجاح فيها 0% لمجموع عدد الطلاب الذي تعدى 80 طالبا، هل هذا منطقي ! نعترف بأن اهتمام الآباء شيء ضروري ولكن لماذا لم ينجح طالب واحد على الأقل! مع العلم ان هذه المدرسة في السابق خرّجت علماء واطباء ومبدعين في جميع المجالات ولعلنا نجدهم في جميع الجامعات الاردنية كأكاديميين كبار ، وبناءً على الاصلاح المزعوم سيكون الكأس الذهبي للفائزين بالعلامات العالية جدا وهم اقلّاء وسوف نحتاج الى تدريب مجتمع من الراسبين كي نوصلهم الى بر الأمان……….السؤال المطروح : هل ستتوجه المؤسسة التعليمية الى معالجة الخطأ ام ستستمر في التصفيات حتى الربع النهائي من شباب الوطن؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى