صالح عربيات.. وداعًا / يوسف غيشان

صالح عربيات.. وداعًا

إذًا، فقد رحل صالح عبد الكريم عربيات ، الكاتب الساخر الجميل، رحل فجأة بالنسبة لي على الأقل ، فلم اعرف انه مصاب بالسرطان اصلا ، لاننا قلما نلتقي شخصيا، والتقصير مني طبعا، فأنا كائن ركيك اجتماعيا.
اول من لفت نظري الى كتابات صالح ، كانت شقيقتي المذيعة نبيلة غيشان، فتابعت كتاباته الأولى، التي أكدت للجميع أنه كاتب ساخر مبدع وجريء، وأن هذه الأرض لا تكف عن انجاب الساخرين، لمواجهة الظالمين والفاسدين وأصدقاء الظلام.
قبل اربع سنوات او اكثر، دعانا صالح الى منسف سلطي في بيت عائلته في السلط، كنا: موسى حجازين واحمد حسن الزعبي ومحمد ابو رمان وعبدالإله الخطيب وجناب حضرتي، وربما اكون قد نسيت اسما او اسمين، كانت جلسة جميلة ، جمعتنا بعائلة اصيلة في بلد أصيل.
وقد انتشرت كتابات عربيات في وسائل التواصل الاجتماعي ، نقلا عن الزميلة صحيفة الغد، وعرف الناس بأن هذا الكاتب يعبر عنهم ، لا بل يحمل سيفه ويقاتل معهم، منخرطا في القتال اليومي ضد لصوص المال العام.
ينتمي صالح عربيات الى الجيل الثالث من الساخرين الأردنيين، الذي بدأ يتناسل من منتصف الثمانينات، وما تزال هذه الأرض حبلى بالكثيرين. وكغيره من قادة ميلشيا الساخرين الأردنيين، فقد تملّك صوته الخاص وأسلوبه الخاص من البدايات ، لم يكرر احدا، ولن يكرره احد.
خسارة كبيرة لنا ولكم، ان يسقط هذا المقاتل في منتصف الطريق، مضرجا بسخريته المرة وبقايا حلمه الكبير في أردن بلا فاسدين ومفسدين.
خسارة كبيرة، لنا ولكم ان يسقط احد المهاجمين من فريق الساخرين في منتصف اللعبة-المعركة، قبل ان نفكّر في البديل حتى.
خسارة كبيرة…..لكن هذه الأرض حبلى دوما بالساخرين.
وداعا صالح عربيات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رحمك الله اخي صالح

    لم اره يوما و لكن اتابع مقالاته يوميا”

    لم اتخيل يوما” ان ابكي على شخص لم اقابله يوما”

    انا لله و انا اليه راجعون

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى