وما ظلمناهم / قصي منير الشويطر

قال تعالى “ولكن كانوا أنفسهم يظلمون”
ليس لمن صفق وغنى و”جاقمٙ” واطلق الرصاص الطائش الذي قتل به بعض أبناء الشعب قبل اعتلاء كرسي النيابه في الانتخابات النيابيه أن ينتقد دور النواب الآن، فهؤلاء هم نتاج صناديق الإقتراع اللتي أودعنا فيها ضمائرنا قبل أشهر قليله.
وهذه أول ثمار خيانة وبيع الضمائر سواء كان بيعاً مادياً او انجراف وراء عشائرية أو مناطقية ضيقة أو أي اعتبارات لا تخضع للميزان الفكري في افراز نواب أصبحوا نوائب وعبئا علينا وعلى خزينتنا.
نتذكر جداتنا في الماضي كانت “تُنقد” تتفحص العروس قبل الخطبه، فتشد شعرها لتعرف أنه طبيعي ام لا او قد تطلب منها كسر حبة جوز بأسنانها لتتمكن من معرفة قوة الاسنان والكثير من الإختبارات والتجارب التي قد سمعتم بها أو مررتم بها.
علينا الان أن “ننقد” النائب قبل وصوله للبرج العاجي لكن بطريقة مختلفه فعلينا مثلا أن ندعوه لمناظرة او جلسة حوارية لمعرفة قدرته على الكلام اولا، فمنهم من لا يستطيع التعبير بجملتان متواصلتان، ومن خلال الجلسة الحوارية نستطيع الحكم على ثقافته العامة دينية او قانونية أو سياسية. فبعض النواب دخل المجلس وخرج منه وأجزم أنه لم يطلع على الدستور الأردني.
كما يجب علينا أن ننقد النائب اقتصادياً مثلاً هل له مصالح وعطاءات مع الدوله ام لا.
انظروا لتجاعيد وجهه ويديه اذا كانت تجاعيد قد صنعها الفقر وقلة الحيله فهذا منا وقد يجتاز هذا البند اما اذا كانت يداه مطليتان بأرقى الكريمات العالميه ولمعانهم زائف فسيكون ذو شخصية زائفه براقة لماعة كلمعان يديه وخدوده الورديه.
اختبروا وطنيته وماذا قدم او سيقدم للوطن ليس بالضرورة أن يساعد الفقراء امام الكاميرات وفي فترة ما قبل الانتخابات.
من باع صوته بمال زهيد ليدفع الثمن الان ومن باع ضميره بتزكية شخص لا يستحق ليراجع ضميره الان ومن باع عقله ليلهث وراء عشائرية أو مناطقية نتنه عليه أن يعود الى رشده ويحكم عقله.
لن تكون هذه أول صفعة سنتلقاها من النواب فلدينا اربع سنوات حبلى بالمفاجآت وخيبات الأمل.
ما يحدث معنا الان هو أشبه بألم الولادة عند النساء والاتي يعدن بعدم الانجاب مرة أخرى من شدة الألم ولكن مع أول فرصة تنسى الألم وتجدها تبحث عن اسم للمولود القادم، ونحن كذلك تماما عند الانتخابات القادمه سنبدأ بالبحث عن اسم النائب القادم وننسى “الطلق” الذي يمزقنا.
فلنبتعد عن تقييم النائب على اساس مشاركته في عزاء أو فرح او أي مناسبة اجتماعيه، فمطلوب منه المشاركه قدر المستطاع ولكنه ليس دوره الرئيسي.
تقييم النائب يكون بحجم تأثيره داخل المجلس واداء دوره الرقابي على الحكومه ليس بحجم “النقوط” الذي يقدمه لعريس
فلنعد الى رشدنا ولنفكر في أيامنا القادمه ولنصلح أنفسنا قبل أن نطلب اصلاح الفاسدين الذين نصبنا منهم متحدثين بإسمنا.

kosay79@yahoo.co.uk

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى