لماذا نضيق على شعوبنا بالضرائب ؟ / صدقي سالم ابو دعابس

لماذا نضيق على شعوبنا بالضرائب ؟
لماذا نبحث عن الطرق التي تزيد من فقر الشعب وحاجته؟
لماذا وصلنا لمرحلة كسر العظم وجعلنا صندوق النقد الدولي يفروض شروطة علينا
لماذا نقبل المساعدات والمعونات من الدول الاخرى لتفرض هذه الدول هيبتها وشروطها علينا … ونرهن شعبنا لهذه الدول ؟
ماذا كنا نعمل طيلة 50 سنة اين التخطيط الطويل هل من المعقول طيلة هذه المدة لم نستطيع ان نجد الملهم لينهض بنا … لماذا وقفت التنمية والفكر عند استشهاد وصفي التل الذي قام ببناء الاردن وصفي التل الذي اسس الجامعة الاردنية … واسس التلفزيون الاردني … اسس البريد الاردني … واسس صحيفة الرأى … اوصل التعليم لكافة القرى … الزراعة شى مقدس بالنسبة له …. فتح الحياة سياسية في الاردن … وعمل على سيادة القانون في الدولة
لهذا الشعب الاردني يحبه بالرغم من استشهادة لاكثر من 50 سنة .
وللأسف جل الوزراء الذين عايشناهم يبحثون ويسعون لحصار شعبهم وتضييق الخناق عليهم، ولا يعرفون اي موارد للدولة الا من خلال الضرائب … الاردن من اكثر دول العالم. تفرض ضرائب … واقل تأخذ خدمات مقابل هذه الضرائب واقل شعوب العالم رفاهية .
ان فكرة فرض ضرائب أو ورفعها بشكل تدريجي وممنهج تعد واحدة من الأساليب غير المباشرة لزيادة الحصار على الشعب والحد من امكانياته المادية والفكرية والمعنوية على حد سواء…. بحيث يتحول فكر الانسان الى كيفية البحث عن لقمة العيش والسكن فقط وتتحول حياة الناس الى عبودية العصر بدلا من ان يهتم بفكره وعلمه وعمله وكيف يستطيع المساهمة ببناء وطنه ودفع عجلة التطور للأمام، وحتى يرقى به الى اعلى المراتب.
الانسان هو الثروة، ليس النفط والغاز ، يجب ان يكون التركيز منصبا على كيفية تعليمه وتطويره وبناء جيل كامل لا ان نبحث عن شتى الوسائل للتضييق عليه ودفعه للهجرة الى خارج وطنه بحيث تستفيد منه دول اخرى .. وتأخذ ما زرعنا من مهارات وخبرات لابنائنا ، نحن نساهم في بناء باقي شعوب العالم من خلال تصدير خيرة كوادرنا لها. .
فيوجد العديد من الدراسات التي تأكد ان (الشاب الأردني) يعد المنافس الاول المطلوب في سوق العمل العربي ومنها الامارات والسعودية والقطر وغيرها .

في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي مازالت تنتظر لباطن الأرض ما الذي ستخرجه كي تعيش .. في الوقت الذي أصبح الإنسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً…. من يقول ان بلدنا فقير بالموارد والمواد الخام … نقول له بالثم الملئان انت جاهل . …. انظر الى الدول الاسكندافية واليابان وماليزيا على ماذا مبنى اقتصادها‎ … هذه الاقتصاديات مبنية على فكر الانسان وليس المواد الخام … هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك… هل تعلم أن أرباح شركة مثل سامسونج في عام واحد 327 مليار دولار نحتاج لمئة سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي .
الانسان هو الثروة الحقيقية لأي امه، وبدلا من دفع وتشجيع الشاب الأردني ليكون مطلوبا في السوق الخليجي، لماذا لا يتم تأهيله وتأسيسه ليكون منارة في بلده، ليبدع ويتحول الى مرجع يستفيد منه جميع الأردنيين، التركيز الكامل يجب ان يتحول من إيجاد الوسائل للتضييق على الشباب الى البحث وخلق الفرص لهم وإيجاد تخصصات جديدة لهم لكي يتم توظيف كوادر الشباب الموجودة في قطاع الدولة او القطاع الخاص، بدلا من مساعدتهم للسفر لتستفيد منهم دول العالم الأخرى.

ولكي نصل الى مصاف الدول المتقدمة لا بد من عمل التالي :
1- محاربة الفساد بجميع اشكالة … حيث يبدأ من اعلى الهرم الى الاسفل وليس العكس .. الفساد هدر للموارد … وعائق للتنمية … اي رؤية تسير بدون محاربة الفساد تعني اننا نسير في الطريق الخطأ … وكل الخطط مسيرها الفشل … وعدم السماح لاي شخص ان يتسلق على حساب الوطن وان ينفذ بجريمته اي كان … هذه هي الرسالة التي يجب على الدولة ان تقوم بها … وان هذه المرحلة ليست مجرد تغيير في نمط معيشة الشعب

2- استقلال القضاء – واقامة العدل ومحاربة الفاسدين اين كان … مع رفع الحصانات عن الكل النواب والاعيان والوزراء حتى يشعر الكل انه تحت القانون وتحت النظام ويعمل باخلاص للوطن … … ولا أحد يفرق بينك وبين وزير ..
3- الفقر والجوع في الوطن يشعرك بالغربة وان لا قيمة لك في وطنك … الوطن هو ان تعيش فيه بكرامة وعيش كريم وتوخذ حقوقك كأنسان … من الصعب. جدا ان تفكر بطريقة سليمة …عندما يكون كل تفكيرك هو في ايجاد لقمة العيش … عندما. تنفق ما تكسبة على لقمة العيش ومكان للسكن … فهذه عبودية العصر الحديث … مثل ما نحن نحب الوطن يجب ان يحبنا الوطن وحتى نخاف عليه وندافع عنه … وعندها لا تسأل الاردن ماذا قدمت لك … أسأل نفسك ماذا قدمت للاردن

4- الشفافية في ابداء الرأي للفرد حتى يكون المجتمع ذو فكر بناء ومبدع ولا يصبح هش وضعيف وضيق التفكير

5- الشفافية في الانتخابات وعدم تدخل الدولة في الانتخابات سواء البرلمانية او البلدية او النقابات ….
ان انتخاب رئيس الوزراء من قبل الشعب لهو بداية الديمقراطية الفعليه .. عند احساس الشعب بنزاهه الانتخابات .. فأن جميع الشعب سوف يشارك فيها … وسوف تفرز هذه الانتخابات الشخص الذي يستحق ان يكون في هذا المكان

6- محاربة العنصرية بين ابناء الشعب الواحد بكل اشكالها مع وضع عقوبات صارمة بحق من يقوم بها

7- الاهتمام بالبحث العلمي وتبنى الافكار الناتجة عن هذا البحث من قبل الدولة . مع ايجاد طرق تعاون وفرض قوانين على القطاع الخاص لدعم وتبني نتائج البحث
مع تيسير القروض للمشاريع الصغيرة ومساندتها في التسويق

8- الدولة التي تقبل المساعدات من الدول الاخرى … هي فعليا ترهن شعبها لغيرها … لا نزال منذ اكثر من 50 عاما نقبل المساعدات … ماذا كانت تفعل الوزارات السابقة طوال هذه المدة … طوال هذه المدة لم نستطيع صنع الانسان … نحن في القرن 21 ولا نزال نقبل المساعدات … لدينا عقول تعتمد عليها الدول .. هل ضاقت بنا الدنيا حتى لا نستطيع ان نقوم بالاكتفاء وعدم مد اليد لغيرنا … نستطيع زراعة البحر … نستطيع خلق الفرص
اين التخطيط … والخطط الطويله … واين المحاسبة على التنفيذ … العمل على البركة لا يبني دول … او ربما كان هنالك افشال الخطط لوجود مصالح خاصة لبعض المتنفذين في الدولة
9- نظرية “الشخص المناسب في المكان المناسب” لم توجد عن عبث، ولو طبقت بشكلها الصحيح، لتمكنا من بناء بلد متكاتف خال من المحسوبيات او (الوساطات)، بلد يعمل بكامل كوادره وخبراته وشبابه كيد واحدة تسعى لتطويره وزيادة الإنتاجية فيه وجعله منارة للعقول يستنار فيها.. ان اردت تغيير العالم احكم على حجم عقول الناس لا على حجم احذيتهم

اذا اردت تغيير العالم فبدأ بترتيب بيتك… … ان لم تعرف كيف تنجز الامور الصغيرة بشكل صحيح … فلن تستطيع ان تنجز الامور العظيمة بنجاح … لتنجح في السباحة عليك ان تتمرن ليل نهار كي تنجح وتحقق هدفك … قبل السباحة يجب ان تتعلم كيف تواجهه مخاطر جميع انواع اسماك القرش … وان لا تتراجع بسبب الخوف من اسماك القرش
بامكان شخص واحد تغيير العالم بزرع الامل عند الاخرين …
نتمنى ان يعيش الجيل القادم والذي يليه افضل مما عانينا … وان نكون له الملهم والنبراس الذى يضئ طريقهم .