عشق صحراوي في سيبيريا

[review]
كوني ربيع أرضك ولا أبالي فسجيتي البدوية تُشبه قومك في الجبال ..هم في عناد …..وأنا في عناد .
أنا الذي اعتصرُ الدخان بالشفاه اليعربية… انفثُ اللهثة ….. ابحث اللهثة عن جمال بامتثال الساجدين لفنانٍ اكتملتِ بين يديه رسماً زيتياً من النمنمات …. طُوبى تبحث عن طُوبى هي نقطة العرق الساكبة الساقطة من جبينه ….. مأسورا بلا فداء من رسم تفاصيل العين .
وغُلالةُ الورديّ من خدِّيك على بعد ميل كغابةٍ من سَديم النور .. أين أنت من مجرات تهيمُ في كيانه… عالمٌ اكبر مما يرى …مما يُراد له أن يرى ؟!.
أنا لا أبالي إن تكوني من بلاد الثلج والصقيع !.وإن يكن لوالدك فراءٌ من ثعالب الشمال …وان جرَّت الكلاب هودجك الجميل …وان غلب الليل عندكم نور النهار .
أنا لست آبه..
إن تكوني من هواة صيد السمك في بحيرات الجليد بالحراب وان تكن قيثارة القصب لديكم مُؤنسة للغابرين في مواطئ الضباب فكذا الهموم لها نايٌ لدينا وعتاب.
يا ابنة الغاب …
تلعثمي بالصمت أيضا في حضوري فانا أيضا لست آبه إن يكن حرف الضاد عليكِ ممتنع …أنا لا امتنع …ليس للوله لغات …ليس فيه عين الفراهيدي ولا لسان ابن منظور بل عينان تطلان على أثير كشافةٍ … “مهما يكن هذا الطريق” شعارُهم بلا اكتراث .
وهل لامبالاة العاشق إلا أقصى درجات الاهتمام كالبحر إذ لا يبالي بالسماء فاكتسب زرقتها الأبدية؟.
ولسوف امضي على ثنايا الشَعر الموصول بتعويذات العجائز من خائنة التعاقب بين شمسكِ والقمر . بين صحرائي والجبل سألتهب بقصص الحب الصاعدة وإطلالِ البدو على الهضاب وجفنات مُستهترةٍ بسواد الغيم العارض وادينا .
سأطربك لحناً صوفياً لتشعري بغربة أرض لم ترِيها… لتهنئيني بحُلمي الذي أصنعه .
سأعلمك لهجة تغلِبَ والفاتحين من قريش وخدعة الضاد لحلق الشامتين بكوب قهوتنا العربية ولسوف كثيرا تتلعثمين في جلسات الشاي العَدنِي المحمول بيدين اثنتين وقلب عاشق بأحرفنا الهامسة في أذن نسوة المدينة : ” هما تائهان”.
سابغُ الظل …عنيد … خِلخالٌ من ورق ألياف التُوليب ذاك الذي تلبسين لكني سأهُديكِ خلخالا عراقيا من فضة آشور ..واتعب فيك كثيرا وأرهق قلبي كثيرا فقد نِمتُ قَبلا كثيراً كثيرا …..أنتِ وما يهوى ابن زيدون في ولاَّدة وأنا وما يعرف الحلاَّج عن الحب .
لربما يُصيبك البرد بالسُعال ؟!. وأنا كم يعجبني انف الأنثى المُحمر! وخدها المُحمر !..يعطيني فرصة في الفقه المقارن بين الحياء والوجع …يعجبني اصطكاك الأسنان في بَرَدِ النساء فقد قال المنذر ابن ماء السماء على لساني قبل ألفي عام مِني ويزيد: إن الشفاه الباردة تعطيك ذاكرة لأوقات الاكتئاب الشتوي القادمة من عمق الوحيد تحت ظل النخل .
حول النار تُرددون اهاجيس الشمال والنجوم الآفلة ورحلات الصيد والطبيعة في بشر….. وحول النار سنُهادن جِنَّ امروء القيس على قصيدة حُب ….على ترنيمة …على جملة نتنفس فيها أروحَ النسمات في تاريخ الرئة العربي المعاصر.
في سماء بلادك تطير الصقور بذات الطريقة في بلادي ….وفي بلادك يظهر قوس قزح خائفاً وفي بلادي لا يظهر أبدا فكوني موشوري الضوئي لألوان تحلم بها صحرائي اليابسة من ضرع لبُون .. فتاتي التي يكلأُها الفتى…. راعية القصب الأولى في نجد الزمان …اكسري نمط العرب …واشربي مِثلي وهم النفوذ في صحراء النفوذ القاحلة ..فلا نفوذ هنا إلا لسير القافلة ..لا ملوك لا عروش لا كتابة سومرية ….ولا مسمارا لدستور حمورابي العتيد…. في بلادي اليعربية ثأر القبيلة أو لا عرب … لاشيء هنا سوى خدوش على حجر صلد عن فصيل ناقة هائم… خرافة أبناء ثمود قبل النوم وبعض أبيات شعر علّقها الجوَّالون في بحر الدم منذ بسوس … لا تهربي مني ومن عنتريات العروبة ..كلانا ابن قبائل .. بقايا المُلقاة على الجُودِّي .. فعلي جُودي بقربان وقُرب وانزعي طرفاً من غِترتي الشامية تذكاراً إذا هويتُ يوماً في خندق أبائي المائي… وطلبتُ رأس كُليب مملحاً بلا لون بلا طعم بلا ذكرى …… لا تنسُجي لي إكليلاً من سلة ورد بل أطبعي على الغمد معنى مرَّ وهذا الأثر : ” يا غانماً غِمده …. له عشيقةٌ في ظل الخيام لا تنام فاعلم أن سقط متاعك قُدسٌ للآخرين “.
ماذا لو رآكِ النابغة الذُبياني ؟ ماذا لو لمحكِ المتنبي ؟ ماذا لو …. من أجاد الوصف اخرسَ قلمي الساخر من ضعف الإشارة …هل لي من “سَقطِ النصيف” استعارة ؟! …الشادُن المُتربَّبِ في زحم الغاب المُلتف …. فصيل الناقة في رهب الرمل العاصف ..زاهية الجسد الخمري في وهج الموقد … سديمُ النجمة يدفع جذبَ الكواكب لمصيره البائس…قعودٌ في ثياب النوم من الدلال تريد فنجانا قهوة سمراء…. في كل كون لكِ مكان …في كل طبيعة لكِ انطباع …في كل فصل لكِ زُمرة عشق ..في كل جزيرة لكِ بركان …في كل ثأر لكِ قبيلة ….في كل زمان لك تحية… أنتِ وما تهوى البلاغة يا ملاك.
يا راعيتي في وسط خِرافك …. اقدحي خوفي بحجارة قبائل تخترع النار في جبال الاوراس ….واروني خرافة لطفلٍ لا ينام كي لا ينام …وأشبهيني إذا عزفتِ بذلك القصب خريفَ شجرِ الخروب … وامنحيني دقائق المهزومين المجانية لبلع الغصة من وجه الشامت المغرور بدائي ……لا تلزميني الوحدة … ابتلع إشارات التعجب من المارة اللامبالين ومن يبالي ؟ …بمجنون ليلى أخر ؟ لا يشبه عنترة …رجل بمواصفات عادية ..من يبالي ..؟.
امنحيني لُهاث العاديات قبل خط النصر… امنحيني رجفة الرماة إذا انتصفت النبال بجو السماء . أنت حلمي البدوي في عالم أخر …الكلأ القادم من حضرموت اليمن وهل أنا إلا من سلالات صائدي المهور في سبأ اليمن ؟!…لا تخافي فكلنا لآدم وآدمُ الأرضيُّ لم يختلف في حُب حواء منذ الجنة .

biomedjo@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى