في رحيل عبد المجيد إلى جوار العزيز المجيد!!!

في رحيل عبد المجيد إلى جوار العزيز المجيد!!!
الدكتور ناصر نايف البزور
تلقيّنا يوم أمس ببالغ الأسي خبر وفاة الأستاذ و الكابتن عبد المجيد سمارة، أبو رامي!!! و لا نقول إلاّ إنّا لله و إنّا إليه راجعون فعزاؤنا قوله تعالى: “إنّك ميّت و إنّهم ميّتون”!!! و في هذا المقام نتقدم ببالغ و أعمق و أصدق العزاء لعائلة الفقيد و أبنائه و إخوانه و أبناء عشيرته الكرام… فلكم خالص المواساة و لفقيدكم الكبير الرحمة و الرضوان…. 🙁
فقد عرفتُ الفقيد قبل ما يزيد عن ثلاتة عقود… كان معلّما لمادة الجغرافيا في مدرسة الرمثا الثانوية… كان من أنجح المعلّمين الذين درّسوني طوال حياتي الأكاديمية… كان مُتقناً و مُلمّاً بتخصّصه و متميّزاً في أدائه و حضوره الفاعل…
كان الأستاذ عبد المجيد، كما هو محفور في ذاكرة جميع ممن درّسهم و كما يحلو لنا مناداته حتّى اليوم، يتمتّع بكارزما عزّ نظيرها… فقد كان قصير القامة في جسده لكنّة كان عظيم القامة في عمله و عطائه… فقد كان يدخل إلى قاعة الدرس و معه طبشورته الأنيقة وهي جزؤ من أناقته الشخصية؛ فاذا وطأ الباب عمّ الصمت و السكون رهبة لحضوره و جلالة قدره… لا أستطيع أن أنسى كيف كان يقدّم الدرس بأسلوب متميّز و يقوم بتلخيص المحتوى بشكل فاعل و كتابة النقاط الهامة بشكل محكم و خط جميل متناسق…
بالرغم من أنّ مادة الجغرافيا من أكثر المقررات مللاً و جفافاً إلاّ أنّ “حصّة” الأستاذ عبد المجيد كانت الأروع لما كان يتميّز به الفقيد من حسٍ منقطع النظير في الدعابة و الفكاهة… كان يعرف طلّابه كما يعرف أبناءه… و يُخاطبهم و يداعبهم فرداً فرداً…
و كان غالباً ما يُخصّص الدقائق الأخيرة للحديث عن شؤون و شجون الرياضة التي كانت شقّه الثاني مع التعليم… و لا زلت أذكر عندما سأله أحد الطلبة “الفطبولجية” : أستاذ أميت بتتوقع منتخبنا الأردني بتأهل لكاس العالم….؟؟؟ فابتسم العزيز أبو رامي و قال ( مع طعجة لسانه المعهودة): بس يفوز فريق الطرّة بكاس آسيا بتأهل منتخبنا لكاس العالم…
كان أبو رامي حاذقاً، ذكياً و سريع البديهة… كان يحترم الناس فاحترمه كل من تعامل معه و عرفه…
مناقب الفقيد كثيرة لا يتّسع لها هذا المقام… و لكنّني أردت تسليط الضوء على بعضها في عجالة كشهادة حق قد يذكرها الكثيرون فتكون في ميزان أعماله…. رحم الله أبا رامي و جعل مثواه الفردوس الأعلى…. آمين… آمين… آمين….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى