التغيير،التغيير،التغيير،التغيير ! / بسام الياسين

التغيير،التغيير،التغيير،التغيير !

((( قالت النائب صباح الشعار :ـ أن رؤساء حكومات ملكوا اراضي في الاغوار وهم لا يعلمون اين تقع،وهناك شخصيات متنفذة سهلت تملك ابنائهم وزوجاتهم لأراضي الاغوار.وقالت قبلها بايام النائب وفاء بني مصطفى :ـ ان احد المتنفذين عين 40 شخصاً في دائرة خدمية .اما المفكر العربي عبد الرحمن الكواكبي فقد قال عن هذه الاحوال :ـ السلطة المطلقة مفسدة مطلقة))) .

*** الوطن ليس في قليل من الفيلات والقصور الفارهة، و المواطنون ليسوا القلة الباذخة،انهم الكثرة الكاثرة التي تعيش على الحديدة.هي الاغلبية اليائسة التي فقدت اليقين بكل شي في غياب اي بصيص امل حتى وصلت لقناعة ان النخبة القائدة مصابة بشلل تام،وعجز مطلق عن التقدم خطوة للامام على طريق الاصلاح السياسي وتحريك عجلة الاقتصاد .الحل بنظر الاغلبية، تجريف النخبة من شروشها،لكن المشكلة ان الحاكم في كل زمان، لا يعدم من يتملق له ويتقرب منه ويكيل له المديح للحصول على منفعة على حساب الامة.هؤلاء المتسلقون الطامحون بالمال و الجاه،تراهم يقلبون الحقائق ويزورون الواقع له.علاجهم بكنسهم،لان الفاسدين رأس البلاء،والسبب الرئيس في هشاشة الدولة،و خراب البلاد جراء الطبطبة عليهم والتستر على فسادهم .

في كل دول العالم،الاولوية الاولى لحماية المواطن و امنه واحترام عقله وكرامته.هذه الارض الطيبة ـ حمداً لله ـ لا تبنت الا طيباً، وستبقى عصية على بذور الكراهية، وان ظهرت بعض الأعشاب الضارة هنا وهناك، لا تلبث ان تذوى وتموت وحدها، لان بيئتنا غير صالحة للنباتات المسمومة.لذلك فان الحب سفينة النجاة لعبور اوضاعنا العكرة.المواطن الذي تحملّ اكثر من طاقته، لا يحلم بجمهورية افلاطون،ولا قضاء اجازته السنوية في اصطياد النمور الافريقية،انما يريد حياة آمنة مستقرة،تسوسها نخبة تعتصم بالعدل،تبسط المساواة وتخاف الله في الوطن والناس،اما الحرمنة بضاعة الشيطان وديدن النخب الفاسدة .

ما نريد ، دولة تجمع بين الاستقرار السياسي والاقتصاد الآمن، تحت مظلة ديمقراطية حية،تتمثل في برلمان شعبي فاعل، يأتي بانتخابات نزيهة وقانون عصري،و اعلام حر يطرح القضايا الوطنية بشفافية عالية،وصحافة بلا سقوف امنية تجمع صدقية القول و استشرافية الرؤيا دون تعليمات فوقية ضاغطة ولا من تحت الطاولة تسد عليها منافذ الضوء والهواء.امور ليست اعجازية، اذا توفرت ارادة سياسية بتجديد الدولة،وخلع ارديتها القديمة و الباسها ثوب العصرنة…فالثوابت تتغير على مر العصور.لا شيء ثابت.الكل متحرك :ـ الفن اللغة،المفاهيم،الافكار،العادات،القوانيين،المأكل،الملبس. بذرة الحركة كامنة حتى في الحجارة الصغيرة والجبال العملاقة . ” وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب”…صدق الله العظيم.لذا علينا الخروج من مقبرة الواقع الى آفاق المستقبل الرحبة،فاذا بقينا محشورين في الزاوية الحرجة ، فاننا ذاهبون ـ لا محالة ـ الى نقطة اللا عودة .

حياة لا تطاق،إشاعة تُفرخُّ اشاعة بوتيرة متسارعة . فضيحة تلد فضيحة مزلزلة.مشاجرات مسلحة،لا شوارع سانياغو ولا شيكاغو مثلها.عيون العامة مشدودة الى بورصة اسماء الفاسدين ـ صدقا او كذباً ـ لكنها واقع تتصدر صالونات الفرح وسرادقات العزاء، حتى الاسماء التي كانت تحظى بهالات الاحترام،اصبحت مضغة تجرجر من نواصيها الى دائرة الشبهة ظلماً وعدوانا،يقابلها غياب مطلق للرموز الوطنية انطوت على نفسها قرفاً او كآبة ؟!.هذا ما نحن عليه من تناقضات بشعة وتراكمات سلبية اخترقت العظم واستوطنت في النخاع.

ماذا اصاب الناس حتى صار دعم الخبز اهم من صفقة القرن، وتوفير خمسة دنانير بنزين افضل من متابعة ضياع فلسطين.المصيبة الاعظم،ان ترى الحكومات اعجز من ازالة بسطات تحتل الارصفة، تجفيف برك قاذورات تبتلع الاطفال كالببسي وبركة الحصن،لكن الغرابة في صمت اهل القرار على ما يدور او يُدار !. السؤال:ـ لماذا لا يعلنها صاحب القرار ثورة بيضاء تطهيرية ،لتصحيح الاوضاع المقلوبة بتولية اصحاب الكفاءة والتخلص من الجهلة الذين جاؤوا بالواسطة،ليعود الاردن كما كان الانقى و الابقى بين البلدان،يجمع بين طهارة ـ ايام زمان ـ وتطور الحاضر وعلم المستقبل.لذلك نحن احوج ما نكون من صاحب القرار الى خطاب سكينة حازم وعادل لتسكين الاحوال المضطربة وصوت امان لوقف الفوضى المدمرة،فالحزم والعدل صنوان…عدل يصون الحقوق من استبداد نخب تهدر الثروة وتزدري كرامة الانسان،واستقطاب خيرة الخيرة الذين يخشون الله سراً وعلانية،ولا يرون ان الوظيفة بقرة حلوب والوطن فندقاً للاقامة المؤقتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى