التعلّم في لهيب الصيف!

التعلّم في لهيب الصيف!

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة

يعود عشرات الآلاف من #الطلاب الى مدارسهم هذه الأيام في ظروف طبيعية من الناحية المناخية، لكن هناك الآلاف منهم ممن يقطنون مناطق الأغوار والعقبة تعني لهم العودة مغامرة وتضحية في ظل ظروف غير طبيعية من حيث أن معظم مدارسهم غير مكيفة وحتى #شبابيك الغرف الصفية تفتقر للستائر أو ما يحجب أشعة #الشمس الحارقة ودرجة #حرارة خزانات المياه المعدة للشرب –إن وجدت- تتجاوز درجة حرارتها 45 درجة مئوية، جلوس الطلبة في غرف صفية غير مكيفة للفترة من 24/8- 20/9 من العام الدراسي تتجاوز درجتها في الظروف الصيفية العادية الـ40 درجة مئوية يكاد يكون مستحيلاً للشخص الواحد! فكيف يكون الحال ومتوسط عدد الطلاب في الغرفة الصفية الواحدة هو 35 طالباً! وقد صادف خلال الأعوام الماضية تعرض البلاد إلى موجات حر تصل درجة الحرارة في الأغوار خلالها إلى 46-47 درجة مئوية عند التحاق الطلبة بمدارسهم كما هو في هذه الأيام! هل سيكون التركيز الذهني للطلاب عالياً للتعلم! وهل يستطيع المعلم في هذه الظروف القاسية الدخول إلى الصف الدراسي! ناهيك عن انتشار وباء كورونا هذه الأيام، وتفشي كورونا المتحور في بعض المناطق.

هناك عدة حلول يمكن اللجوء إليها للتعامل مع هذه المدارس في تلك المناطق لا سيما وأن معظم المعلمين هم أبناء المناطق التي توجد بها مدارسهم، منها:

مقالات ذات صلة
  • تأجيل الدراسة إلى 20/9 وتعويض الفاقد أيام السبت خلال الفصل الدراسي
  • #التعليم من خلال المنصات الإلكترونية لغاية 30/9 التي اعتمدتها وزارة التربية خلال العام الماضي
  • اعتماد توقيت الدراسة ليبدأ من الساعة السادسة صباحاً ولغاية العاشرة صباحاً والتركيز على الحصص الرئيسية.

في ظل التطور التكنولوجي والإداري علينا ألا نبقى أسرى البيروقراطية الإدارية وأن نواجه المشاكل بحلول بناءة تراعي الحاجات المجتمعية والفردية، وهنا فإني أُناشد معالي وزير التربية ودولة رئيس الوزراء النظر بعين الأبوة لأولئك الأطفال وهم جالسون في غرف صفية تتجاوز درجة حرارتها 45 درجة مؤية، فكروا فيهم وأنتم تقومون بوظائفكم في مكاتبكم المكيّفة الكائنة في عمان ذات الطقس اللطيف نسبيًا! فما بالكم بالأطفال الجالسين في غرف صفيّة مكتظة وغير مكيّفة في المناطق ذات الطقس الحار جدًا؛ مثل العقبة والأغوار؟ فكروا في الأطفال الذي لا يمتلك أغلبيتهم وسائل نقل تقلّهم للمدارس، حيث يضطرون لقطع المسافات إلى مدارسهم سيرًا على الأقدام تحت أشعة الشمس اللاهبة، مما يتسبب لهم بضربات شمس وإجهادات حراريّة لا تحتملها أجسادهم الغضّة. وللتأكيد على ما أقول فهل لي دعوة أيّ منكم لزيارة أي مدرسة من شمال وادي الأردن حتى العقبة والجلوس في غرفة صفية لمدة 10 دقائق فقط – مع استثناء المدارس الي بنيت على حساب الوكالة الأمريكية حيث أنها مكيفة .

دولة الرئيس، معالي وزير التربية: هذه حلول مطروحة وقد يكون لديكم حلول أفضل منها للتعامل مع هذه الظروف القاسية، ومن باب معرفتي الشخصية بها فإني أؤكد لكم عدم وجود تعلم حقيقي في هذه المدارس خلال الفترة المشار إليها وهي بمثابة مضيعة للوقت وهدر للمال العام، وأن الأخذ بأي من الحلول المطروحة سيكون فيه فائدة تعليمية أكثر وحل لمشكلة قاهرة يتعرض خلالها كل عام الكثير من الأطفال لضربات الشمس الحارقة، ناهيكم -مرةً أُخرى- عن تفشي وباء كورونا “دلتا” في مناطق الأغوار .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى