أبو سطام ….وقصة التأمين الصحي
جيبي حبة الضغط …أسمعي لا تنسي دوا السكري …آه آه… نسيت جيبي معك حبة وجع رأس …والله حاس حالي مش مزبوط من الصبح احكيلك أحسن شيء رني على سطام خلية يجي يأخذني على المستشفى خليني أطمن على حالي …ماشي ماشي هسع برن علية بحكيله…وصل الخبر الى سطام …وانتقل المشهد أمام باب الطوارئ …واحد بقول تفضل شو في ؟؟؟
طبعاً ما بتقدر تعرف هو دكتور والا ممرض المهم لابس مريول أبيض …بالله لو سمحت الحجي تعبان وبدنا نشوف شو قصته ….اه ليش ما راجعتوا المركز الصحي …المركز الصحي….؟؟؟ أنداري ..طيب ليش ؟؟؟ أحنا اجينا هون مشان الحجي ممكن بدو دخول …!!!
لا لا ما بصير لازم تراجعوا المركز …وبعدين المركز يحول الحجي على المستشفى…طيب مشوها من عندكوا …؟؟؟ شو مشوها من عندنا لا يا أخي هذا قانون ما بصير …(طبعاً بنفس الوقت في عشرين واحد بغرفة التصوير وعشرين غيرهم بالمختبر وعشرين غيرهم بالعيادات الخارجية كلهم جاين بدون تحويل ولا موعد ..بس منهم معارف دكتور ومنهم معارف لممرض ومنهم لمحاسب وغيرهم ..بس عند الحجي ابو سطام ما بصير القانون قانون …!!!!)
المهم بالموضوع رجع سطام المسكين يشيل الحجي وينزل الحجي من السيارة وصل على المركز الصحي المحلي صاحب الخدمات الصاروخية …تفضلوا ..والله بدنا نشوف الدكتور …ماشي استنوا على الدور …بس وين البطاقة ..؟؟ بطاقة شو …؟؟ التامين …؟؟ والله نسيتها …اه ما بصير لازم بطاقة ..طيب شو نعمل ..؟؟ خلص بتدفعوا كشفية …!!
وصل المشهد في غرفة الطبيب …خير ياحجي شو بيوجعك …؟؟
( وبنفس لحظة السؤال الوصفة بتكون مكتوبة جاهزة …الثلاثة أدوية المشهورة بالمركز الصحي …مضاد حيوي ..امكوسلان …وبرستيمول …) وحسابك 75 قرش على المحاسبة وهيك بكون الحجي السبعيني أبوسطام تلقى أفضل خدمة طبية في العالم وهي(تم فحصة بكلمة شو بوجعك..وتم صرف الأدوية الخارقة المتوفرة).
أقدم اعتذاري لشخص أبو سطام لأني لم أقصد بهذا الاسم شخصاً بعينه أنما اسماً مستعاراً…وأقدم اعتذاري لكل العاملين بوزارة الصحة لأني لم اقصد أيضا العاملين بضمير والذين يحملون رسالة الطب والتمريض بأمانة وإخلاص فلهم مني كل الاحترام…ألا أنني أتكلم عن واقع مرير للخدمات الطبية في المراكز الصحية والطوارئ…فلقد تحول المواطن الأردني إلى طبيب..فعند زيارته للمركز الصحي مع ابنة الصغير وهو
مدرك انه سوف يحصل على ثلاثة قوارير من الدواء ( ريفنيين …واللرفين …وامكولان ) وتسمى الأدوية الخارقة …وبعد تدهور حالة ابنك الصحية يلجأ إلى الطبيب الخاص ليكتشف أن مرض ابنه لا تناسبه هذه الأدوية ومرضه مختلف تماماً …
موظف الدولة يقتطع من راتبه مبلغ وقدرة في كل شهر مقابل التامين الصحي ولو حسبناهم على مدار العام تتراوح ما بين 300 إلى 400 دينار سنوياً حسب درجة الموظف.. يعني هو تقريباً نفس المبلغ المقتطع لبعض المؤسسات الخاصة التي تتعاطى مع القطاع الصحي الخاص ويحصل موظفيها على تامين صحي محترم…
أليس من الظلم أن لا تجد دواء يليق بأطفالك في المراكز الصحة والمستشفيات …أليس من الظلم أن لا تجد من يفحصك ويشخص حالتك بأمانة …
أليس من الظلم أن تعامل معاملة الحشرة في بعض المراكز الصحية وتقرءا في عيون الطبيب أو الطبيبة أنهم يشمئزون من وضع سماعة الفحص على صدرك أو ظهرك …
أليس من الظل أن تأتي إلى عيادة الأسنان الساعة الحادية عشر صباحاً لتسمع جواباً .(ليش جاي متأخر) اعتذر مرة أخرى للعاملين في القطاع الصحي فيوجد بينهم كوادر ذات ضمير حي ….وتقوم بواجبها ألا أنني أتحدث عن واقع مرير …نعاني منه جميعاً ….ونعاني من تأمين صحي مخصوم من الرواتب ويقدر بالملايين شهرياً …لا يسمن ولا يغنى من جوع.
