التشطيب والتقطيب في الاعلام

التشطيب والتقطيب في الاعلام

جميل يوسف الشبول

يقول مهندس الاعلام في تبرير ما ستؤول اليه الصحف الورقية التي تنتظر ضربة الفأس الاخيرة وقد بدأت الضربة الاولى قبل اكثر من عقد من الزمان بان التوجه سيكون نحو الصحافة الالكترونية .

ما الفرق بين الصحافة الورقية والصحافة الالكترونية فيما يتعلق بالمحتوى الصحفي والجواب انه لا فرق اطلاقا بين هذه وتلك واكرر فيما يتعلق بالمحتوى وهو الذي يرفع قيمة المؤسسة الاعلامية سواء اكانت صحيفة ام محطة تلفزيونية او موقع الكتروني.

لم تعد الرأي كما كانت الرأي ولم تعد الدستور كما كانت ولم يعد القارىء الذي ينتظر شروق الشمس كي ياتي موزع الجرائد واقفا خلف النافذة الزجاجية يرقب ولادة اليوم الثقافي الجديد والسبب واضح وجلي وما حصل للصحافة حصل لغيرها لكن الرمح الذي وجه لصدر الصحافة كان ذو ثلاث شعب.

اما الشعبة الاولى فكانت في ضعف المحتوى وتماشيه مع توجهات لا تخدم الاعلام ولا تخدم الوطن ولم يعد هناك قارىء ينتظر ما يكتبه ذلك الكاتب الذي يمثله فكريا  وهذا الامر لا يخص الصحافة الورقية دون الالكترونية بل يخص التوجه الذي استمرعن سابق اصرار وترصد على الهدم .

اما الشعبة الثانية فكانت متماشية مع اسقاط كل مؤسسات البلد وشركاته بيعا وافشالا فشاهدنا شركات ومؤسسات ناجحة ورابحة تباع بابخس الاثمان وباقل من ارباحها لعام واحد ووجدنا موقع الكتروني يحل محل مؤسسة عمرها من عمر الدولة ووجدنا موقعا الكتروني يتقدم على صحيفة كبرى بفضل ثقافة اللايكات والاكثر قراءة والسبق الصحفي على حساب اهمية ومصداقية الخبر .

اما الشعبة الثالثة فكانت بشراء الذمم وانشاء مؤسسات صحفية تمثل الداعم وتخدم الهدف ولا ترعوي امانة وشرف المهنة وتضخيم هذه المؤسسات لاسقاط غيرها من المؤسسات الاعلامية وخصوصا تلك الملتزمة بخط خدمة المواطن والوطن

لا نحتاج لقوانين ناظمة للمحتوى الاعلامي فلدينا من القوانين ما يكفي لكننا نحتاج لتثقيف المجتمع ثقافة اساسها العدل وحرية الرأي وان نتخلى عن قوانين صدرت مؤخرا لا تخدمنا ولا تتوافق مع تطلعاتنا هدفها مصادرة كلمة الحق وتعظم كلمة الباطل ولقد رأينا في الايام الاخيرة كيف يتلون الحديث دون ان نحاسب من يذم في الامس ويمدع بعد اقل من 24 ساعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى