التسول .. ما بين الحالة والظاهرة / عبدالله محمد المساعفة

التسول ;ما بين الحالة والظاهرة
عبدالله محمد المساعفة

التسوّل هو طلب المعونة من الغير كالمالِ والطّعام وغيرها من متاع الحياة وبطريقة استعاطف واستثارة شفقتهم بشتی الوساٸل سواء بالعباراتٍ والأساليب المتعددة، وهو من الوسائل التي تَجلب للمتسولّين المال دونَ عناء أو أقل جهد بِمجرّد تلفظهم بعباراتٍ مُعينة، وارتدائهم لِثياب مُمزقة، فيمارسون التسوّل كمهنةٍ تعتمد علی تَعاطُف النّاس معهم، وتقديم المساعدة لهم مما يرفع نسبة دخلهم و يجعلهم يقبلون على التسوّل بشكلٍ كبير ولا فت للنظر بطريقةٍ مقلقة ، وبالتالي تنتشر ظاهرة التسوّل وتزداد يوماً بعد يوم.
أما أسباب وطرق التسوّل فحدث ولا حرج , تنتشر ظاهرة التسوّل في جميع أنحاء العالم، وهي من الظواهر غير الحضارية، ولها آثارٌ سلبيةٌ فهي تَهدُرُ كرامة المتسوّل وتستنزف جيوب الناس .
هناك العديد من الدول التي تكافح هذه الظاهرة بكافة الطُّرق، ومن أسباب انتشارها: البطالة، والإعاقة أو العجز عن العمل سواء ٛالصحي أو المعنوي ، والفقر، ومن هنا لا يَصح وَصفُ كلّ من يتسوّل بأنّه شَخصٌ مَعدوم، بل إنَّ العَديد منهم امتهنَها لِيَجمَع المال فحسب ، كما أنَّ هناك العديد منهم يُوظّفون الأطفال وحتى الرُّضع بِهدَفِ جمع المال من استثارة مشاعر الناس .
أشكال; التسوّل تسوّل الشّخص العاجز، وفي هذه الحالة يُسمى بالاضطراري؛ لأنه لا يَملك مالاً ولا وظيفةً، ولا يتوفر له مصدرٌ للدّخل، فلا يتمكن من تلبية حاجاته ومتطلباته إلّا عن طريق التسوّ, کذلك التسوّل المُتخفي أو المقنع، ويكون بِبيع سلعٍ مُعينة، أو تقديم بعضِ الخدمات كمسح زُجاجِ السّيارات, و التسوّل الواضح، ويكون بطلبِ المال بشكلٍ مُباشر,و التسول في مواسمِ الأعياد والمناسبات ، أو في شهر رمضان المبارك، أو عند مواجهة ظرفٍ مُعين ويُسمى بالتسوّل العَرَضي، أو المَوسم ,أما التسوّل الحِرَفي وهو أخطر أنواع التسول ، وهو مُمارسة التسوّل كمهنةٍ دائمة، وبشكلٍ يومي. من طرُق مكافحة التسوّل فَرضُ الزّكاة على الأغنياء؛ فالزّكاة فَريضة أَمرنا الله تعالى بها للتقليل من الفقر، وللوقاية من الجرائم, تَدوين قوائمَ بأسماءِ الأُسر الفقيرة والمعوزة ، وتضمينها بكافةِ المعلومات؛ كمكان السكن، وعدد أفراد الأسرة، ومصدر دخلها، ويكون ذلك من خلال الجمعيات الخيرية المَعنية بهذا الشّأن، ومن ثمّ يتم توزيع المُساعدات النقدية والعينية بشكلٍ شهري, تَقديم قروضٍ حسنةٍ ميسرة للأسر الفقيرة، فَتكون مُيسرة الدّفع وبلا فوائد؛ لِيتمكن من خلالها رَبّ الأسرة من إنشاء مَشروعٍ خاصٍ به، يُغنيه عن المُساعدات, تَوفير فرصِ العمل للمتسوّل من قِبَل المؤسسات الحكومية والشّركات الخاصة، أو إعادة تأهيله و تعليمه حرفة مُعينة کي بذلك يُصبح مُنتجاً,وضع عُقوبات صارمة للحد من هذه الحاله أو الظاهرة , نشر الوعي المجتمعي بين النّاس من خلال وسائلِ الإعلام، والمدرسة، وكافة الطُّرق المُتاحة لِبيان أهميةِ منع تقديم مساعداتٍ التسوّل، وبالتالي تختفي ظاهرة التسوّل أو تخف إن لم يتم الإجهاز عليها , تقديم المِنَح الجامعية للطلاب غير القادرين على إكمال دراستهم نتيجة الفقر ,توفير العلاج المجاني لِكافة الأُسر الفقيرة والمعوزة ,وکذلك منح الجوائز للشّركات، ورجال الأعمال، وأصحاب الأموال، والجمعيات الخيرية لِمساهمتهم في مساعدة الفقراء، وتقديم العون لهم .
فقد باتت هذه الظاهرة التي ربما في مراحل تطورها الأخيرة کي تصبح حالة تشکل أرقاً مجتمعياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً وربما تطور لأشکال أخری منها هدر کرامة الإنسان وإراقة ماء الوجه ناهيك عن الفحش في جمع المال ,فهل باتت هذه الظاهرة مجرد ظاهرة ولها شواذ أم أنها باتت حالة تتفاقم کل يوم?.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى