دولة مدنية !! أأنبياء بعد محمد؟! / ضيف الله قبيلات

دولة مدنية !! أأنبياء بعد محمد؟!
صلى الله على محمد و اله اما بعد فلو كان الاردنيون هملاً ليس لهم ربا وليس لهم نبيا وليس لهم دينا وليس لهم دستور هو القرآن الكريم و سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ينظم شؤون حياتهم الداخلية و علاقاتهم الخارجية ،ولم يكن لهم تاريخ موثق يؤكد بانهم كانوا ولا زالوا جزءا من الامة الاسلامية التي اقامت دولة اسلامية عظيمه كان محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم اول زعمائها فكان هو و دولته هذه بقوانينها المعروفه بالعدالة و المساواة و السماحة رحمة لكل الناس ذمّيهم قبل مسلمهم لعذرنا من جاء اليوم يعرض على الاردنيين شكلا مغايرا من أشكال الدولة التي هي من وضع البشر لترعى هؤلاء الهمل و تنظم شؤون حياتهم الداخلية و الخارجية .
ثم قام من بعده صلى الله عليه وسلم على هذه الدولة الاسلامية السمحة العادلة ابو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم وسماهم الخلفاء الراشدين ، وقد جاء من بعد هؤلاء الاربعة ثمانية من الخلفاء لا أريد أن أذكر اسماءهم احتراما للعقل الجمعي للمسلمين و تاريخهم الموثق و جاء بعد هؤلاء الثمانية خليفة عادل اسمه عمر بن عبد العزيز سماه المسلمون الخليفة الخامس تقديرا و حبا له بسبب التزامه الدقيق بالكتاب و السنة شخصيا و حكما .
فبالله عليكم إذا كان العقل الجمعي للمسلمين و تاريخهم الموثق جاء بالاتفاق العام ودون استفتاء بتجاهل ثمانية من الخلفاء قد رأى منهم المسلمون مخالفات شخصية هنا أو هناك تخل بميزان العدل مع ان دولتهم اسمها الدولة الاسلامية و جيشهم اسمه الجيش الاسلامي و يحتكمون جميعا لقانون الكتاب و السنة وسموا عمر بن عبد العزيز الذي جاء بعدهم بالخليفة الخامس وقد كانت هذه الدولة الاسلامية بقوانينها السماوية رحمة لكل من يعيش في ظلها مسلما او مسيحيا او يهوديا او مجوسيا وقد كان عدد غير المسلمين فيها أكثر ألف مرة من عدد غير المسلمين في الاردن اليوم وحالهم افضل.. فكيف ترونا ننظر اليوم إلى اسماء سميتموها انتم واشكال شكلتموها انتم ما انزل الله بها من سلطان تزعمون انها ارحم و اعدل من دولة الاسلام بغير المسلمين ؟!.
حدث في بداية القرن العشرين ان اسقط الغرب دولة الخلافة الاسلامية وفصل الوطن العربي عن العالم الاسلامي ثم قسم الوطن العربي إلى دويلات هزيلة ضعيفة غير قابلة للحياه ، ومن أجل فصل العرب عن اسلامهم جاؤا لنا بمسمى الدولة ” الرأسمالية ” القائمة على اباحة الخمر و الربا ثم جاؤا لنا من الشرق بمسمى آخر” الدولة الشيوعية ” و بعد ان شعروا بصعوبة تطبيقها لمصادمتها لطبيعة الانسان جاؤا بمسمى آخر جديد ” الدولة الاشتراكية ” ثم عاد الغرب و جاء لنا بزعم التحديث و العصرنه و التجديد بالدولة الديمقراطية ثم ” الدولة القومية ” ثم بعد ذلك ” الدولة الوطنية ” ثم بعد حين ” الدولة البعثية ” ثم جاؤا بمسمى آخر جديد” بالدولة العلمانية ” وهكذا اسماء دول بقوانين من وضع البشر ما انزل الله بها من سلطان يغيرونها كل 10 سنوات او أقل بسبب الفشل السريع الذريع لانها من وضع البشر.
فلما أحسوا من الناس الكفر باسمائهم التي سموها و اشكالهم التي شكلوها التي ما انزل الله بها من سلطان وقد عانى الناس من شرورها معاناة شديدة دمرت انسانيتهم و كرامتهم و اذلتهم معيشيا و اجتماعيا ، ولما رأوا ان الناس بدأوا يطالبون بعودة الاسلام و دولته و احكامه الشرعية احكام الرحمة و المساواة و العدالة و التسامح فكروا بمصطلح جديد براق او اسم جديد براق يخدعون به الشعوب للمرة العاشرة فرجعوا إلى ما قبل القرن العشرين و بالتحديد بالقرن السابع عشر وهم الذين لم يفرغوا بعد من التنظير علينا بالعصرنه و التجديد و التطوير .
ففي عام 1680 تحدث “جون لوك ” الانجليزي عن فكرة الدولة المدنية لان بلاد اوروبا آنذاك كانت غارقة بالحروب و النزاعات و سيطرة الملوك و الكنيسة و الاقطاع على الشعوب الاوروبية الذين لم يعرفوا في اوطانهم سابقا دولة عادلة بقوانين سماوية كالدولة الاسلامية التي قامت في المدينة المنورة رحمة للعالم وليس للعرب فقط .
ولا ادري هل يملك دعاة و حملة رسالة النبي الجديد ” جون لوك” في قوانين دولتهم المدنية المزعومة قانون يتحدث عن ابسط حقوق الانسان في الاسلام مثل حق الطريق مثلا ؟! او تقسيم الميراث او قانون الحرب و السلام كما في الاسلام ؟! .
يا عيب ويا خسارة فضلا عن الحرمة ان يبحث جزء من الامة الاسلامية عن مسمى جديد لدولة و قوانين يعيش في ظلها وهو لا يدري عن اخوته المسلمين في الدول الاسلامية الآخرى ما رأيهم او لعله ينتظر ليبحث معهم هذا الامر لعله يجد في علمائهم ناصحا .
ترى ألم يسمع دعاة و حملة رسالة النبي الجديد ” جون لوك” عن حديث رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه ” فمن رغب عن سنتي فليس مني ” فإذا كان من يرغب عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم اعتبره ليس من المسلمين فكيف بمن يرغب عن قوانين كتاب الله جل جلاله .. أأنبياء بعد محمد صلى الله عليه وسلم ؟! .
مشكلتكم يا سادة ليست مع استبدال القوانين السماوية بقوانين وضعية وانما مشكلتكم بعدم الالتزام لا بهذه ولا بتلك حتى قانون السير لا تحترمونه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى