مرضى السرطان.. حكومة قاسية / عمر عياصرة

مرضى السرطان .. حكومة قاسية

في التقشف وضبط المصاريف، تشاطرت الحكومة على الاعفاءات الطبية، فخفضتها من 270 مليونا الى 100، في خطوة غير مدروسة ستضر بالفقراء المبتلين بالمرض والعوز معا.
تبعات القرار أصابت مرضى السرطان بصدمة موجعة، فقد حرمتهم من العلاج في مركز الحسين، وتركتهم لمستشفيات غير مؤهلة كليا لمواجهة العدد الكبير من المصابين في البلد.
الحكومة تراجعت قليلا، وقالت ان من يتعالج الان في الحسين سيجدد له، لكنها بالمقابل لن تعطي مريضا جديدا اية اعفاء للذهاب الى المركز الاهم في البلد.
المركز المرموق، بناه الاردنيون للاردنيين، تبرعات سابقة ومستمرة، مصاغات الاردنيات كانت جزءا من لبناته، لكن حكومة الملقي للاسف، تريده طبقيا، يدخله المقتدرون، ويموت في غيره المرضى موتا غير رحيم.
أليست حكومة قاسية حين تتسبب بقراراتها لمرضى على وشك الموت ان يعتصموا طلبا للرأفة والعلاج، أهذه دولتنا، وهذا عقدنا الاجتماعي، يحلبون الضعيف ويتضخم امامهم ضرع القوي دون مرور عليه.
لن اتحدث عن اعفاءات، لكنني اتحدث عن واجب على الحكومة ان تقوم به، وعليها دستوريا توفير العلاج للمواطنين، عليها ان تدرك ان التقشف والضرائب وضعت في تاريخ الامم لأجل اعادة توزيع الثروات ولتحقيق بعض من العدالة.
على الحكومة ان تعيد الامور الى ما كانت عليه سابقا، مع ضرورة الانتباه الى ان بعض الاعفاءات القائمة على الواسطة والمحسوبية التي يستفيد منها الموسرون وابناء الذوات يجب ان تستهدف.
الجانب الصحي في الاردن يحتاج الى مقاربة جديدة، تنمية حقيقية، قد تطول ولا تأتي، لكن ووفق استراتيجية المرحلة، يجب على الحكومة ان تدرك انها قاسية، وان ضميرها معطل في قضية مرضى السرطان، وانه من المعيب ان نتركهم يواجهون الموت بمنطق تقشف أعوج منحاز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى